أظهرت الصور الفوتوغرافية أضراراً وقعت أثناء الليل في مركز أبحاث وفي حوض لبناء السفن. ووفقاً لمراقب مستقل، استهدفت الغارات أكثر من 300 هدف منذ سقوط حكومة الأسد يوم الأحد.
يبدو أنّ الجيش الإسرائيلي شنّ المزيد من الغارات الجوية استهدفت سوريا خلال الليل وحتى صباح أمس الثلاثاء، في محاولة لتدمير الأسلحة والطائرات والمرافق العسكرية، قبل أن يتمكن المتمرّدون الذين يُسيطرون على معظم البلاد من الاستيلاء عليها.
أظهرت الصور الواردة من سوريا يوم أمس، زوارق غارقة في حوض بناء السفن، ومبانيَ منهارة، وبقايا متفحّمة لمركز أبحاث علمي كان مرتبطاً ببرنامج الأسلحة الكيميائية في البلاد، وفقاً لوكالات الأنباء التي وَزّعت الصور.
لم يكن من الواضح ما الذي تسبّب في الأضرار التي ظهرت في الصور، لكنّ مسؤولين إسرائيليّين ذكروا أنّ بلادهم كانت تستهدف مخازن أسلحة في سوريا، بما في ذلك الأسلحة الكيميائية والصواريخ بعيدة المدى والصواريخ العادية، لمنع القادة الجدد في سوريا من استخدامها ضدّ إسرائيل في المستقبل.
وأعلن جدعون ساعر، وزير الخارجية الإسرائيلي، للصحافيّين يوم الاثنين، أنّ قادة المتمرّدين في سوريا «أشخاص يَحملون أيديولوجيا متطرّفة للإسلام الراديكالي». وأضاف أنّ القوات الإسرائيلية تدمّر الأسلحة «حتى لا تقع في أيدي المتطرّفين».
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو مجموعة مستقلة مقرّها بريطانيا تتابع الحرب الأهلية في سوريا منذ سنوات، أنّه وثق 322 غارة إسرائيلية في سوريا منذ يوم الأحد، عندما فرّ الرئيس بشار الأسد من البلاد. وأضاف أنّ الغارات استهدفت «مستودعات، أسراب طائرات، رادارات، محطات إشارة عسكرية، والعديد من مستودعات الأسلحة والذخيرة»، بما في ذلك بعضها صباح أمس.
كما ذكر المرصد أنّ القوات الإسرائيلية تقدّمت داخل الأراضي السورية، متجاوزة المنطقة العازلة التي أقامتها الأمم المتحدة.
وأعلن أفيخاي أدرعي، المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، على وسائل التواصل الاجتماعي أمس، أنّ القوات الإسرائيلية «تتواجد داخل المنطقة العازلة وفي نقاط دفاعية قريبة من الحدود لحماية الحدود الإسرائيلية». وأضاف أنّ التقارير التي تفيد بأنّ الجيش «يتقدّم أو يقترب من دمشق غير صحيحة تماماً».
وكانت المنطقة بين إسرائيل وسوريا محوَر نزاعات منذ عقود. فقد استولت إسرائيل على مرتفعات الجولان خلال حرب عام 1967 وضمّت معظمها في عام 1981. ويرى معظم العالم أنّ هذه المنطقة هي أراضٍ سورية تحت الاحتلال الإسرائيلي.
إلى جانب الجولان، توجد منطقة عازلة منزوعة السلاح تبلغ مساحتها 155 ميلاً مربّعاً داخل الأراضي السورية، وتقوم قوات الأمم المتحدة بدوريات فيها منذ الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973، والمعروفة أيضاً بحرب يوم الغفران.
تقدّمت القوات البرية الإسرائيلية إلى تلك المنطقة يوم السبت، في أول دخول علني لها منذ عام 1973. وسيطرت على قمة جبل الشيخ داخل سوريا، وهي نقطة استراتيجية لمراقبة المنطقة، بالإضافة إلى مواقع أخرى مهمّة تمنحها السيطرة على المنطقة، بحسب ما ذكر مسؤولون إسرائيليّون.
وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الاثنين أنّه أمر بالتوغل لحماية الأراضي الإسرائيلية. بدوره، أكّد ساعر: «في الوقت الحالي، نحن هناك. لكنّنا نعتبر هذه الخطوات محدودة وموقتة».