في انتكاسة جديدة قوية للرئيس السوري بشار الأسد، انسحبت القوات الحكومية من مدينة حماة بعد تقدّم المتمرّدين.
إقتحم المتمرّدون السوريّون مدينة حماة، يوم أمس الخميس، بينما انسحبت القوات الحكومية، في انتكاسة جديدة مذهلة للرئيس بشار الأسد.
وجاء التقدّم السريع في حماة، الذي أكّدته كل من الجهات المتمرّدة والحكومة السورية، بعد أيام قليلة من توسيع المتمرّدين سيطرتهم على حلب، وهي مركز رئيسي في شمال سوريا.
لقد أدّى التقدّم المفاجئ للمتمرّدين إلى تغيير خطوط المواجهة في الحرب الأهلية السورية التي استمرّت 13 عاماً للمرّة الأولى منذ سنوات، ممّا أضاف صورة جديدة من عدم القدرة على التنبّؤ في صراع دمّر البلاد وأدّى إلى أزمة لاجئين طويلة الأمد في العديد من الدول المجاورة (الأردن، تركيا ولبنان).
ويَعزو المحلّلون النجاح المفاجئ للمتمرّدين إلى التآكل التدريجي لقوات الأسد بسبب الحرب، وإلى حقيقة أنّ الحلفاء الأجانب الذين تدخّلوا بشكل قوي لدعمه في الماضي – لا سيما روسيا وإيران وجماعة «حزب الله» اللبنانية المسلّحة – منشغلون الآن بأزماتهم الخاصة.
«حزب الله»، المدعوم من إيران، يتعافى من حرب مع إسرائيل أودت بحياة العديد من قادته وشرّدت العديد من مؤيّديه. أمّا روسيا – التي أرسلت قواتها العسكرية لقصف مناطق المتمرّدين، ممّا غيّر مجرى الحرب لصالح الأسد منذ سنوات – فقد حوّلت اهتمامها نحو غزوها لأوكرانيا.
المتمرّدون الذين يقفون وراء هذا الهجوم هم مزيج من قوات تقودها «هيئة تحرير الشام»، التي تطوّرت من فرع تابع لتنظيم القاعدة. لكنّ الجماعة تدّعي بأنّها قطعت علاقاتها مع المنظمة الإرهابية العالمية.
كما انضمّت إلى القتال مجموعات أخرى مدعومة من تركيا وتتمركز في أراضٍ سورية جنوب الحدود التركية مباشرة.
وأعلن المتمرّدون يوم الخميس أنّهم دخلوا مدينة حماة، وهي واحدة من أكبر المدن في سوريا. وأعلن قائد متمرّد، المقدّم حسن عبد الغني، في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي، أنّ القوات الحكومية كانت في «حالة كبيرة من الارتباك»، مع فرار الجنود والقادة من مواقعهم.
وأصدرت القوات المسلحة السورية بياناً خاصاً بها، أعلنت فيه أنّ قواتها انسحبت من المدينة بعد أن اخترق المتمرّدون دفاعاتها.