في ظل استمرار الخروقات الاسرائيلية للاتفاق على وقف اطلاق النار، وفي مقابل مناخات التطمين والتفاؤل بصمود اتفاق وقف النار وسلوكه المسار التنفيذي المرسوم، أبدت مصادر سياسية عبر «الجمهورية» مخاوف حقيقية إزاء طريقة التعامل الإسرائيلية معه. فأركان حكومة نتنياهو ما زالوا يصرّون على اعتبار الاتفاق مجرد هدنة اختبارية ليس مضموناً أنّها ستُنهي الحرب في لبنان.
وأوحى سلوك الجيش الإسرائيلي في الجنوب بكثير من الشكوك إزاء نياته في مهلة الشهرين الممنوحة لتنفيذ الاتفاق. فعلى مدى اليومين الفائتين، واصل الإسرائيليون ضرباتهم لعدد من القرى الجنوبية، وفرضوا منع التجوال ليلاً في عمق المنطقة التي توغلوا فيها أو سيطروا عليها بالنار، وقتلوا 6 مواطنين حاولوا الدخول إلى قراهم. وفوق ذلك، أغاروا على أهداف ادّعوا أنّها مستودعات لـ«حزب الله» في منطقة الزهراني، أي شمال خط الليطاني.
ووفق موقع «أكسيوس» الأميركي، عمدت إسرائيل إلى إبلاغ الأميركيين مسبقاً بأنّها في صدد الإغارة على موقع لـ«الحزب». وهذا الأمر قد يكون مؤشراً إلى نموذج تصرّفها في الأيام والأسابيع المقبلة. ما يعني انّ إسرائيل ستترك لنفسها حرّية التصرف جنوب الليطاني وشماله، ما يجعل الاتفاق حبراً على ورق قبل بلوغ نهاية مهلة الشهرين. وسألت المصادر: «هل ستُترك إسرائيل طليقة اليدين في التعاطي مع الاتفاق؟.