في إطلالة له امس، قال الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم: «تلقينا ورقة المفاوضات وقرأناها جيداً، وأبدينا ملاحظات عليها ولدى الرئيس بري ملاحظات كذلك، وهي متناغمة ومتوافقة. ونحن مستمرون في الميدان سواء نجحت المفاوضات ام لم تنجح. ولا يمكن أن تهزمنا إسرائيل وتفرض شروطها علينا. وقد توقع الاحتلال أنّه يمكن أن يأخذ في الاتفاق ما لم يأخذه في الميدان وهذا أمر غير ممكن».
واشار إلى «أننا امام عدو متوحش. وسنبقى في الميدان مهما ارتفعت الكلفة علينا لأننا سنرفع الكلفة على العدو ايضاً». وقال: «الكلمة للميدان والنتائج تُبنى على ما يحصل في الميدان. ولدى المقاومة القدرة على خوض حرب طويلة». مشدداً على انّه «عندما لا يحقق العدو اهدافه يعني اننا انتصرنا». واكّد انّ «على العدو أن يفهم أنّ الأمور ليست متروكة عندما يعتدي على العاصمة بيروت، ولا يمكن أن نترك العاصمة تحت ضربات العدو الإسرائيلي إلّا وأن يدفع الثمن في وسط تل أبيب».
وخلص قاسم إلى القول: «اننا أثناء المعركة نفكر بمصلحة وطننا، لم نغيّر ولم نبدّل في مواقفنا ولن نغيّر ولن نبدّل في هذه المواقف الوطنية الشريفة المقاومة. نحن نؤمن بتكاتف الجيش والشعب والمقاومة وهو الرصيد المتبقي الذي نستطيع من خلاله أن نبني وطننا وكذلك وسيبقى. وسنبني معاً بالتعاون مع الدولة وكل الشرفاء والدول والقوى التي ستساعد من اجل اعادة الاعمار، ويعود كل لبنان أجمل وأفضل. وسنقدّم مساهمتنا الفعّالة لانتخاب رئيس الجمهورية من خلال المجلس النيابي بالطريقة الدستورية، وستكون خطواتنا السياسية وشؤون الدولة تحت سقف الطائف بالتعاون مع القوى السياسية، وسنكون حاضرين في الميدان السياسي بقوتنا التمثيلية والشعبية وحضورنا الوازن لمصلحة الوطن، لنبني ونحمي في آن معاً».
الموقف في اسرائيل
وقد استبقت اسرائيل وصول هوكشتاين إلى تل أبيب بما بدا أنّه تشويش على مهمّته، يهدّد التسوية ويُضعف الآمال في إمكان إكمال المستوى السياسي الحاكم في اسرائيل للمسار الإيجابي. ويُخشى انّه ينذر بتقديم اسرائيل ما وصفها مسؤول كبير عبر «الجمهورية» بـ«هدية مسمومة» للوسيط الاميركي تنسف مسعاه، في ظل الضخ المتواصل من المستويات السياسية والعسكرية الاسرائيلية بأن لا اتفاق مع لبنان الّا بالشروط الإسرائيلية.
وفي هذا السياق، قال وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس: «إنّ شرطنا لأي تسوية سياسية مع لبنان هو الحفاظ على حق الجيش بالتحرّك لحماية مواطني اسرائيل». ولاقاه وزير الخارجية الاسرائيلي جدعون ساعر بقوله: «انّ وصول هوكشتاين الى المنطقة يعني انّ الاميركيين يؤمنون بإمكانية التوصل الى اتفاق مع لبنان، ولكن من المهم التأكيد على اننا نريد اتفاقاً مع لبنان يصمد لوقت طويل. وفي اي اتفاق سنحافظ على حرّية تحركنا عند حدوث أي خرق».
باريس: فرصة
الى ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بانو: «انّ الجهود للتوصل إلى هدنة بين لبنان واسرائيل اتاحت فرصة لبلوغ وقف دائم لاطلاق النار». ودعا الطرفين الى قبول الاتفاق المطروح على الطاولة، معتبراً أنّ «الفرصة سانحة وعلى الطرفين انتهازها».