نقل زوار الرئيس بري عنه إشارته «إلى مستوى عالٍ من الإيجابية، أقله من قبلنا، للوصول إلى وقف العدوان الاسرائيلي، وهذا ما يجب أن يحصل في القريب العاجل»، كما أعرب عن ارتياحه لجوّ المباحثات الجيدة مع هوكشتاين.
إلّا أنّ بري، وكما ينقل الزوّار، آثر عدم الغوص في مضامين المقترح وتحديد ماهية الملاحظات التي أبداها الجانب اللبناني على مقترح التسوية، مكتفياً بالإشارة إلى انّ ما تمّ التوصل اليه يبعث على التفاؤل، لكن تبقى العبرة في الخواتيم. ومن هنا يبقي بري على قدر عالٍ من الحذر في انتظار تبلور طبيعة الموقف الإسرائيلي من المقترح الأميركي.
يُشار في هذا السياق إلى أنّ الرئيس بري سبق له أن اشار إلى انّ مقترح التسوية، وكما أبلغه هوكشتاين، منسق بالكامل بين الاميركيين والإسرائيليين، ولكن كما يعلم الجميع، ليست المرّة الاولى التي ينكر فيها الإسرائيليون تعهداتهم.
هوكشتاين
وكان هوكشتاين قد زار عين التينة امس للمرّة الثانية في 24 ساعة، وعقد اجتماعاً مع الرئيس بري في حضور السفيرة الاميركية ليز جونسون والمستشار الإعلامي لرئيس المجلس علي حمدان، حيث تناول البحث آخر تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان.
إستمر اللقاء ساعة من الوقت، قال على إثره هوكشتاين: «لقد ختمت للتو إجتماعاً آخر مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتمّ بناء هذا الاجتماع على ما حصل البارحة. وقد أنجزنا تقدّماً اضافياً، وسوف انتقل خلال ساعتين إلى اسرائيل لمحاولة الوصول الى خاتمة اذا تمكنا من ذلك».
ورداً على سؤال حول النقاط العالقة والخطوات التالية؟
قال: «أعتقد أنّ ما سأقوله يمكن أن يخيّب ظنكم إنني لن أعلن عن مسار التفاوض علناً، وما هي هذه النقاط، لقد كنت هنا وأنجزنا تقدّماً. وكما قلت إذا أنجزنا هذا التقدّم سوف أنتقل إلى إسرائيل إستناداً الى محادثاتي هنا، وسنرى ما سنقوم به. هنالك تقدّم وهنالك رئيس جديد وسنعمل مع الإدارة الجديدة وسنبحث هذه الامور مع الرئاسة الجديدة وسيكونون على علم بكل ما نقوم به، وكما قال الرئيس جو بايدن سيكون هنالك إنتقال نظامي للسلطة ولا أعتقد أنّ ذلك مشكلة».
الى اسرائيل
وفي وقت لاحق، نقل موقع «أكسيوس» الاميركي عن مسؤول إسرائيلي ان هوكشتاين وصل إلى إسرائيل وسيلتقي الليلة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
كما نقلت قناة «كان» العبرية عن مصادر انه تم التوافق على ٩٠٪ من بنود مسودة وقف إطلاق النار في لبنان. فيما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» نقلا عن دبلوماسيين ان التفاصيل النهائية حساسة للغاية والشيطان يكمن في التفاصيل. واشارت الى ان الأردن ومصر والإمارات ستشارك في تعزيز الجيش اللبناني.
دفع بريطاني
وسبق ذلك، لقاء بين الرئيس بري وكبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأدميرال إدوارد ألغرين».
فيما أبلغ ديبلوماسي بريطاني إلى «الجمهورية» قوله: «لا بدّ من وقف للحرب بين لبنان واسرائيل»، معتبراً انّ «الوقت صار شديد الحرج والحساسية، ولا بدّ من الانتقال الى واقع يوفر الاستقرار في جنوب لبنان ومنطقة الشرق الاوسط».وبحسب الديبلوماسي عينه، فإنّ «مصلحة كل الأطراف باتت تستوجب إيقاف القتال الآن، وان تبادر هذه الاطراف الى تهيئة الأجواء المؤاتية لصياغة تهدئة عاجلة وفورية تتطلّب بدورها استغلال فرص الحلول القائمة، والكف عن الاستغراق في لعبة التأخير».
لا لتسوية مشروطة
في سياق متصل، كشف مصادر ديبلوماسي لـ«الجمهورية»، أنّ حركة الاتصالات الخارجية عكست تقاطعات دولية داعمة للبنان بصورة غير مسبوقة، وتؤكّد على الحاجة الملحّة لتسوية سياسية عاجلة على قاعدة التطبيق الكامل للقرار 1701، تنهي الحرب الاسرائيلية على لبنان وترسّخ الأمن والاستقرار في المنطقة الجنوبية.
إلّا انّ اللافت في هذه الاتصالات، يقول المصدر، «هو أن لا قبول خارجياً، وتحديداً من قبل الاوروبيين، وعلى وجه الخصوص من قبل الفرنسيين، بتسوية بالشروط التي حاولت اسرائيل تسويقها على حساب لبنان، او بالأحرى فرضها على لبنان، بالشكل الذي تمنح فيه لنفسها حرّية العمل العسكري في لبنان حتى بعد التوصل إلى اتفاق، وقد تبلّغنا من جهات اوروبية متعددة بأنّ موفدين لتلك الدول أبلغوا اسرائيل بأنّ تلك الشروط تعطّل التسوية، ولبنان لا يمكن له أن يقبل بتسوية تضرب القرار 1701 وتنتقص من سيادته. والأمر نفسه أكّده لنا الأميركيون».