أشارت مصادر سياسية لبنانية إلى أن النقطة الثانية التي بحثها هوكشتاين ارتبطت بملف رئاسة الجمهورية، حيث ثمة ضغط داخلي اميركي على الادارة من قبل بعض رجال الكونغرس، واللوبي الكاثوليكي المدعوم فاتيكينيا، لحث البيت الابيض على اتخاذ خطوات عملية تجبر الاطراف اللبنانية المعنية على انتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب جدا، وفقا لما ينص عليه الدستور، دون اي مماطلة او تعطيل، تحت التهديد بفرض عقوبات قاسية على المعطلين. علما ان ثمة من يعتقد ان هذا الملف سيبقى اسير «مين قبل مين البيضة او الدجاجة»، الى ان يكتب الاميركي امرا كان مفعولا، حيث ثمة قناعة راسخة بان واشنطن لم تحسم بعد اخراجها الرئاسي في بيروت، كيلا نقول خيارها، رغم ان «البروفايل» بات جاهزا ولائحة الاسماء ضاقت الى ابعد الحدود.
واشارت المصادر الى ان المشكلة اللبنانية الاساسية راهنا، تكمن في ان لبنان الرسمي يطالب بتطبيق الورقة التي كان سبق وحملها معه الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، ورفضت بالكامل سابقا، وهي بالنسبة للاميركيين باتت بحكم غير الموجودة، وهو ما ترجمته المشاركة الاميركية الهزيلة في مؤتمر باريس، حيث ستمثل على مستوى موظف في وزارة الخارجية مكلف الملفات الانسانية والاغاثية، ما يسقط اي تغطية سياسية عما يمكن ان يصدر، وهو موقف انعكس ايضا على تمثيل الرياض، التي لم تحدد حتى الساعة طبيعة ممثلها، وعلى دول اخرى.
وحول موقف رئيس مجلس النواب، اشارت المصادر الى انه اعطى اشارات متضاربة ومتناقضة، اذ اشار احد اعضاء الوفد الاميركي المرافق لهوكشتاين، ان رئيس المجلس ربط انتخاب رئيس بشرطي وقف النار والتعهد بعدم ادخال تعديلات على القرار 1701، وهو ما لا يمكن لواشنطن ان تقبله، بعدما وصلت الامور الى ما وصلت اليه، ناصحة بان الرهان على ان «تل ابيب» مستعدة للتراجع نتيجة التطورات على الحدود الجنوبية هو رهان خاطئ، اذ انها برأيها تحقق اهدافها وان بكلفة اعلى من المتوقع.
وختمت المصادر بان الامور باتت في مكان آخر وبات من الصعب العودة الى الوراء، فتوازنات المرحلة الراهنة لا تسمح بتحقيق اي تقدم ديبلوماسي، او بتمرير اي تسوية، ذلك ان المطلوب قلب التوازنات والمعادلات لترجمتها في الحل المنشود، وهو ما يمكن ان يطول جدا.