أشارت صحيفة “معاريف” العبرية إلى أنه من الجيد تماماً إبقاء إيران في حالة من الترقب والرد “في الوقت والمكان الذي نراه مناسباً”، لكن من الواضح تماماً أن هذا ليس بالضبط ما يحدث.
ولفتت إلى أن الرسائل المتبادلة بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن توقيت ونطاق الرد تتسرب إلى الجميع، معتبرة أن سبب التسريبات هو انعدام الثقة المتفشي بين البيت الأبيض وإسرائيل.
وأوضحت أنه “لا شك أن العلاقات على المستوى العسكري ممتازة، لكن في كل ما يتعلق بالمستوى السياسي، هناك انعدام كامل وواضح للثقة، وهذا هو السبب الذي دفع المحيطين ببايدن إلى تسريب إلى وسائل الإعلام الخطوط العريضة التي تم الاتفاق عليها بشأن حجم الهجوم الإسرائيلي على إيران”.
واعتبرت أن الولايات المتحدة لا تريد أن تهاجم إسرائيل مصادر النفط، لأن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط في العالم، كما أنها تستخدم حق النقض ضد الهجوم على المنشآت النووية، لأنها لا تريد المجازفة بحرب إقليمية قبل وقت قصير من موعد الانتخابات الرئاسية.
وفي حين لفتت إلى أن “السؤال الجوهري المطروح: حتى الآن لم تطلب إسرائيل الإذن، لماذا الآن؟”، معتبرة أنه “لأننا وصلنا إلى مرحلة لا نستطيع فيها تنفيذ هجوم على إيران دون الأخذ في الاعتبار أنه سيكون هناك رد، والرد الإيراني سيتطلب مساعدة أميركية”. وتابعت: “الافتراض هو أن إيران سترد بالهجوم، وعندها ستكون هناك حاجة إلى تحالف لمساعدة إسرائيل بقيادة الولايات المتحدة”.
وأوضحت أن “الإنجازات التي تحققت في الأسابيع القليلة الماضية، والتي تمكنت من وضع إسرائيل في موقع اليد العليا، تتآكل كل يوم حيث تنتشر المناقشات بيننا وبين الأميركيين ليراها الجميع”، مشيرة إلى أن “الادعاء بأن كل شيء محسوب ولدينا استراتيجية واضحة، يمثل مشكلة كبيرة في هذه المرحلة”.
وأشارت إلى “أفضل استراتيجية لدينا هي التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة حول نطاق رد الفعل في إيران، ولكن الاهتمام بإرسال إشارة إلى طهران بأنه ليس لديهم إمكانية لرد فعل مضاد، وإذا كان هناك رد فعل مضاد، فسوف يكون عليها تحمل عواقب رد الفعل المضاد الشديد الذي ستشارك فيه الولايات المتحدة أيضاً”.
ورأت أن “مثل هذه الخطوة ستكون مهمة لتعزيز الردع وستكون أيضًا عاملاً مهمًا في الحرب على الوعي”، معتبرة أنه “بالنسبة للاعب مثل إيران، فإن احتواء الرد الإسرائيلي ليس بالأمر الهين. لذلك، حتى لو لم تهاجم إسرائيل الأهداف التي طلبتها، فإنها ستخرج من هذه الجولة صاحبة اليد العليا”.