في هذه الأثناء تتجّه الانظار اليوم الى نيويورك حيث سينعقد مجلس الامن الدولي لمناقشة التقرير الخاص بالإحاطة النصف سنوية المنتظمة حول تنفيذ القرار 1559 الذي تبنّاه المجلس في أيلول 2004 في موعده السنوي مع حلول شهر تشرين الاول. وهو القرار الذي كان صدر عقب التمديد للرئيس اميل لحود، ودعا إلى «الاحترام الصارم لسيادة لبنان وسلامة أراضيه ووحدته واستقلاله السياسي تحت «السلطة الوحيدة والحصرية» للحكومة اللبنانية». كما دعا «القوات الأجنبية إلى الانسحاب من لبنان وحل ونزع سلاح جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية». كما أعرب عن «دعم مجلس الأمن لتوسيع سيطرة الحكومة اللبنانية على كامل أراضي لبنان».
وقالت مصادر ديبلوماسية لـ»الجمهورية»، انّ التقرير المنتظر ان تطرحه اليوم وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو، سيركّز خصوصاً على الاعتداءات التي طاولت قوات (اليونيفيل) وصدور مواقف دولية ترفض التعرّض لها، وهو أمر تشترك فيه كل الدول المشاركة في القوة والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، ومن غير المرجح ان تخطو هذه الدول في اتجاه الموقف الاميركي من الدعوة الى العمل على تطبيق القرار 1559، بما في ذلك فرنسا التي كانت الشريك الأساسي للولايات المتحدة في العمل على استصدار هذا القرار في 2004، والذي ادّى الى انسحاب الجيش السوري من لبنان في 26 نيسان 2005 بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط منه.
وتوقّعت مصادر ديبلوماسية لبنانية عبر «الجمهورية»، ان يعلو صوت ممثلي فرنسا وايطاليا واسبانيا في الجلسة، رفضاً لمجموعة اعتداءات الجيش الاسرائيلي على مواقع قوات «اليونيفيل»، بعدما رفضت هذه القوات إخلاءها بناءً على طلب إسرائيل. واشارت المصادر عينها الى نوعية الاعتداءات المباشرة، ومنها اقتحام آليات اسرائيلية لموقع لها وقصفه بقنابل دخانية تسببت بحالات إعياء لدى اكثر من 15 جندياً في موقع قريب من بوابة راميا على الحدود الجنوبية لجهة مستوطنة زرعيت.
حراك إقليمي ودولي
وعلى صعيد الحراك الاقليمي والدولي الهادف الى وقف النار وتجنيب المنطقة حرباً شاملة قد يتسبب بها الردّ الاسرائيلي المنتظر على إيران، افادت وكالة «إرنا» الرسمية الايرانية انّ الرئيس الايراني مسعود بزشكيان بحث مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، خلال اتصال هاتفي بينهما امس، في «الآليات الكفيلة بوقف المواجهات وإرساء وقف اطلاق النار بين «حزب الله» والكيان الصهيوني». وعرضا لآخر التطورات الاقليمية وخصوصاً التصعيد في الجنوب اللبناني».
وقال بزشكيان إنّ ايران «ترحّب وتدعم اي اقتراح يهدف الى التهدئة والسلام والاستقرار في المنطقة»؛ داعياً ماكرون الى «بذل الجهود بمشاركة سائر القادة الاوروبيين لإرغام الكيان الصهيوني على التوقف عن جرائم الإبادة الجماعية وعدم ارتكاب مزيد من المجازر في غزة ولبنان». معتبراً «انّ المواقف الاخيرة للحكومة الفرنسية في إدانة إجراءات الكيان الصهيوني داخل لبنان، ووقف تزويده السلاح، ايجابية».
الى ذلك، أکّد رئیس البرلمان الايراني محمد باقر قالیباف، الذي زار لبنان امس الاول، انّه أكّد للمسؤولين اللبنانيين «أنّ إيران ستدعم أی اتفاق یوافق عليه لبنان بشعبه وحکومته ومقاومته».
وحذّر قاليباف في كلمته خلال اجتماع رؤساء برلمانات الدول الإسلامية أمس، علی هامش اجتماع الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف، من أنّ «منطقتنا على وشك الانفجار، ولا يمكن توقّع سقوط آلاف الأطنان من القنابل والذخيرة على الأبرياء، وسيبقى كل شيء هادئاً؛ لقد عرّضت إسرائيل الاستقرار الجيو- سياسي والتوازن الاستراتيجي في المنطقة للخطر الشديد وتجاوزت حدودها». وقال: «نحن نسعى إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، ونعتقد أنّ الأميركيين وبعض الدول الغربية يستطيعون إجبار الکیان الصهیوني علی وقف إطلاق النار إذا أرادوا ذلك».
الموقف العراقي
في غضون ذلك، اكّد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لدى استقباله وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي «أنّ بغداد تبذل كل ما في وسعها لوقف إطلاق النار بشأن غزة ولبنان». وأوضح أنّ «الأولويات التي تعمل عليها الحكومة الحالية، في ما يتعلق بأوضاع المنطقة، تتمثل في وقف العدوان الصهيوني على غزّة ولبنان، ومنع الكيان الغاصب من توسعة ساحة النزاع». وذكر انّ «العراق يبذل كل ما في وسعه لوقف إطلاق النار، بالتعاون مع الشركاء والأصدقاء الدوليين، وخصوصاً دول الاتحاد الأوروبي».