في الأيام الأخيرة، كان الحراك مكثفاً خلف الكواليس، حيث أنّ المناقشات حول المبادرة الاميركية الجديدة بدأت بالفعل بعد مكالمة هاتفية جرت الاثنين الماضي بين مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، وعُرضت هذه الفكرة على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أعطى الضوء الأخضر لمناقشتها.
وأبرزت مجريات ما خلف الكواليس، ووفق مصادر متعددة، اندفاعة ملحوظة لإدارة الرئيس جو بايدن إلى طرح مبادرة ديبلوماسية جديدة لوقف القتال في لبنان واستئناف المفاوضات بشأن صفقة رهائن ووقف إطلاق النار في غزة. وتبعت ذلك في اليومين الماضيين، مناقشات حول هذا الموضوع بين الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل. ويقول مصدر مطلع على الخطط: «انّ جوهر المبادرة هو تحقيق وقف موقت لإطلاق النار يسمح بمساحة للمفاوضات بشأن صفقة ديبلوماسية أوسع لمنع حرب شاملة، والسماح للمدنيين النازحين بالعودة إلى منازلهم على جانبي الحدود، وتوفير زخم جديد لاتفاقية وقف إطلاق النار وصفقة الرهائن في غزة».
وفي التقديرات المرافقة لإعداد المبادرة، انّ «حماس» إذا ما رأت أنّ «حزب الله» يعطي فرصة لحلّ ديبلوماسي، فقد يشجع ذلك يحيى السنوار على التوجّه نحو اتفاق».
على أنّ اللافت للانتباه في هذا السياق، هو استباق المستويات السياسية في إسرائيل باندفاعة نحو التجاوب مع المبادرة الاميركية، والاعلان عن انّ تل ابيب تقدّر انّ احتمالات نجاح المبادرة الاميركية ضئيلة، لكنها مستعدة لإبرام اتفاق. كذلك بالإعلان عن انّ نتنياهو كلّف وزير الشؤون الاستراتيجية إخطار واشنطن بأنّ اسرائيل مستعدة لوقف اطلاق نار موقت، واستعدادها لإبرام اتفاق؟