على صعيد الموقف الاميركي، كشفت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، انّ الاسبوع الطالع سيشهد حركة للسفيرة الاميركية ليزا جونسون تزامناً مع الحراك في مجلس الأمن الدولي والجمعية العمومية للأمم المتحدة ومواكبة للشكاوى اللبنانية، نتيجة العدوان الاسرائيلي المتعدد الوجوه في لبنان وغزة والضفة الغربية، توضيحاً للمواقف الاميركية وتذكيراً بمسلسل التحذيرات السابقة التي لفتت إلى خطورة المرحلة والاستعدادات القائمة، مخافة الانتقال إلى ما يؤدي إلى الحرب الواسعة.
وإلى ذلك، أولت أوساط سياسية اهتماماً خاصاً بإعلان الإدارة الأميركية أنّ الفرصة لا تزال متاحة لتسوية سياسية بين إسرائيل و«حزب الله». وقد تقاطع الموقف مع تأكيد مستمر من جانب حكومة بنيامين نتنياهو، على تفضيل الحل الديبلوماسي على الجبهة اللبنانية.
وقالت هذه الأوساط لـ«الجمهورية»، إنّ هذا التقاطع بين موقفي الولايات المتحدة وإسرائيل يؤشر إلى وجود تنسيق مشترك، يهدف إلى تثمير الضغط العسكري الإسرائيلي المتصاعد لدفع «حزب الله» إلى القبول بتسوية في الجنوب، وفقاً للرؤية الإسرائيلية ـ الأميركية.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أنّ «وزير الدفاع لويد أوستن بحث مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت الوضع عقب سلسلة هجمات «حزب الله» الصاروخية على شمال إسرائيل»، وتحديدًا في مدينة حيفا. وعبّر أوستن لغالانت عن «قلقه بشأن سلامة وأمن المواطنين الأميركيين في المنطقة»، وشدّد على «أهمية التوصل لحل ديبلوماسي لإعادة الإسرائيليين إلى الشمال».
وذكر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض جون كيربي، «أننا لا نذرف الدموع على (القيادي في حزب الله) إبراهيم عقيل الذي تلطخت يداه بالدماء الأميركية، ولكننا لا نريد التصعيد»، وفق تعبيره. وزعم «أننا ندرك أنّ الأمور لا تسير في الاتجاه الأفضل ولا نريد أن تكون هناك جبهة أخرى في لبنان»، مضيفًا: «لا نزال نعتقد أنّ هناك وقتاً ومجالاً للعمل الديبلوماسي لحل الصراع وإعادة الإسرائيليين لمنازلهم. وقال: «لا نعتقد أنّ تصعيد النزاع على الصعيد العسكري هو السبيل الأفضل لإعادة الإسرائيليين إلى بيوتهم»، لافتًا إلى أنّ «هناك طرقًا أفضل لإعادة الإسرائيليين لمنازلهم في الشمال بدلاً من الحرب وفتح جبهة ثانية ضدّ حزب الله». وذكر كيربي أنّ الولايات المتحدة الأميركية ما زالت تعتقد أنّ «هناك وقتًا ومجالًا للتوصل إلى حل ديبلوماسي وهذا ما نعمل عليه».
مواقف دولية
في غضون ذلك، شدّد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي على «أننا نريد وقفًا فوريًا لإطلاق النار في لبنان لبدء العمل على المسار السياسي»، ولفت إلى أنّ «الحكومة البريطانية حريصة على تأكيد مواقفها بشأن ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وحماية المدنيين وإطلاق سراح الأسرى».
وأشار مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إلى «أننا نشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد في لبنان وتصاعد العنف بين حزب الله وإسرائيل».
وكشف أنّه «يجب تفادي الحرب بالوساطة الديبلوماسية المكثّفة، وسنركّز على ذلك خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة». وقال: «الاتحاد الأوروبي يشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد في أعقاب هجوم الجمعة على الضاحية وتصاعد العنف عبر الحدود»، مضيفًا: «المدنيون على جانبي الحدود الإسرائيلية واللبنانية يدفعون ثمناً باهظاً ووقف إطلاق النار الفوري أمر ضروري».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، لشبكة «سي إن إن» الأميركية قبل يومين من موعد انطلاق أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، إنّ «ما يثير قلقي هو خطر تحويل لبنان غزة أخرى»، في خضم التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل ومع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
زيارة لودريان
وفي هذه الاجواء، يزور الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لبنان اليوم، وقد نظّمت له مجموعة لقاءات تشمل الى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وقائد الجيش العماد جوزف عون، عدداً من القيادات السياسية.
وبعدما تردّد انّ لودريان سيشارك في الاحتفال السنوي بالعيد الوطني السعودي غداً، قالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» أن «ليس هناك من دعوة شخصية للودريان، وانّ الدعوات شملت السلك الديبلوماسي في لبنان كاملاً، وإن حضر لودريان سنكون سعيدين باستقباله، فهو ممن ينسقون في كثير من الملفات مع الحكومة السعودية والتي تفيض على تكليف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون له متابعة ملف لبنان، ولا ننسى انّه رئيس المؤسسة الفرنسية التي تعمل على تطوير مدينة العلا».