اعتبرت أوساط متابِعة انّ محتوى خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله شكّل الردّ الأولي على الهجوم السيبراني الإسرائيلي الغادر، في انتظار الردّ الميداني الذي ستراه العين قبل أن تسمع به الأذن، وفق ما ما اورده نصرالله.
ولفتت الاوساط لـ”الجمهورية” الى انّ الامين العام للحزب تعمّد ان يُبقي سيناريو الانتقام محاطاً بستار كامل من الغموض والكتمان، وهو خصّص له فقط بضعة اسطر في ختام الخطاب، ما يؤشر بوضوح الى انّ الحزب يحضّر رداً استثنائياً، تاركاً للعدو ان يتخبّط في ظلام الاحتمالات المجهولة من دون إعطائه اي إشارة تفسيرية، وذلك ترجمة للتكتيك المختلف الذي بدأ الحزب اعتماده بعد دخول المواجهة مع العدو الأسرائيلي مرحلة جديدة.
وبمعزل عن الردّ، أشارت الاوساط إلى انّ الخطاب نجح في تفنيد مكامن الإخفاق الاستراتيجي للهجوم الإرهابي الإلكتروني وتشريح العجز عن تحقيق الأهداف المتوخاة منه، مع الإقرار في الوقت نفسه بقسوة الضربة التي وجّهها العدو إلى المقاومة من الناحية التكتيكية. واعتبرت انّ نصرالله أفقد الهجوم الاسرائيلي المتفلت من الضوابط كل جدواه ومفاعيله، بمجرد ان جزم من ناحية باستحالة فصل المسارين المتلازمين بين غزة والجنوب قبل وقف العدوان على القطاع، وتحدّى من ناحية أخرى نتنياهو وغالانت بأنّهما لن يستطيعا إعادة المستوطنين إلى مستعمرات الشمال ما لم تتوقف الحرب على غزة، علماً انّ فصل الجبهتين وإعادة النازحين هما الغاية الأساس من توسعة العدوان على الجبهة الشمالية.
وكان السيد نصرالله قال في كلمة متلفزة امس: «بنية المقاومة لم تتزلزل ولم تهتز». وأضاف: «ليعرف العدوّ أنّ ما حصل لم يمسّ لا بنيتنا ولا إرادتنا ولا نظام القيادة والسيطرة ولا حضورنا في الجبهات». واكّد «اننا قبلنا التحدّي منذ 8 تشرين الأول واليوم نقبله، وأقول لنتنياهو وكيان العدوّ لن تستطيعوا أن تعيدوا سكان الشمال إلى الشمال وافعلوا ما شئتم». وقال: «إذا أردتم إعادة المستوطنين فالسبيل الوحيد هو وقف العدوان على غزّة».
وتوجّه إلى الاسرائيليين قائلاً: «ما ستقدمون عليه سيزيد تهجير النازحين من الشمال وسيبعد فرصة إعادتهم». وقال: «لا شك أنّ العدوان الذي حصل عدوان كبير وغير مسبوق سُيواجه بحسابٍ عسير وقصاصٍ عادل من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون».(…) وبالنسبة للحساب العسير فالخبر هو في ما سترونه لا في ما ستسمعون ونحتفظ به في أضيق دائرة». وختم: «قيادة العدوّ الحمقاء النرجسية الهوجاء ستودي بهذا الكيان إلى وادٍ سحيق».