في اجتماع مع مستشار رفيع المستوى في إدارة بايدن، قال وزير الدفاع يوآف غالانت إنّ «الطريقة الوحيدة» لإعادة المواطنين الإسرائيليِّين النازحين إلى الحدود الشمالية هي من خلال العمل العسكري ضدّ «حزب الله».
أخبر وزير الدفاع الإسرائيلي مستشاراً رفيعاً للرئيس بايدن، الاثنين، أنّ «العمل العسكري» كان «الطريقة الوحيدة» لإنهاء أشهر من العنف عبر الحدود بين إسرائيل و»حزب الله»، الميليشيا اللبنانية القوية.
بدت تعليقات وزير الدفاع أنّها تُخفّف من الآمال في حَلّ ديبلوماسي، كما كان يسعى إليه البيت الأبيض. ويتبادل «حزب الله» والجيش الإسرائيلي إطلاق النار بشكل شبه يومي منذ تشرين الأول الماضي، عندما دفع بدء الحرب في قطاع غزة «حزب الله» إلى إطلاق صواريخ على شمال إسرائيل تضامناً مع حماس.
تفاقمت الاشتباكات عبر الحدود في الأشهر الأخيرة، ممّا دفع عشرات الآلاف من المدنيِّين على جانبَي الحدود إلى الفرار من منازلهم. ومع تقليص إسرائيل هجومها على حماس في غزة، فقد أفرغت المزيد من قواتها لاحتمال شنّ هجوم في الشمال ضدّ «حزب الله».
وفي بيان عقب اجتماع يوم الاثنين، كشف غالانت إنّه أبلغ هوكستين أنّ نافذة الوصول إلى حل ديبلوماسي للنزاع بدأت تغلق لأنّ «حزب الله» قرّر «ربط نفسه» بحماس.
وأضاف غالانت: «الطريقة الوحيدة المتبقية لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم هي من خلال العمل العسكري». وفي وقت سابق من يوم الاثنين، قال غالانت إنّه وجّه الرسالة عينها إلى وزير الدفاع الأميركي لويد جاي أوستن الثالث، في مكالمة هاتفية ليلية.
زيارة هوكستين جزء من جهود إدارة بايدن لمنع «التصعيد وتوسيع هذا الصراع»، كما قال المتحدّث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، للصحافيِّين الأسبوع الماضي. وأضاف: «رحلات آموس هي استمرار للديبلوماسية التي كان يجريها منذ أشهر عدة في محاولة لمنع فتح جبهة ثانية في الشمال هناك».
يوم الاثنين، التقى هوكستين مع غالانت ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وفي بيان صدر بعد الاجتماع، قال مكتب نتنياهو إنّه أبلغ هوكستين بأنّ «إسرائيل، بينما تقدّر وتحترم دعم الولايات المتحدة، فإنّها ستقوم في النهاية بما هو ضروري للحفاظ على أمنها وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان».
من جهته، اعترض هوكستين على رأي المسؤولين الإسرائيليِّين بأنّ المزيد من العمل العسكري سيحقق هدف إسرائيل بإعادة السكان إلى منازلهم، وفقاً لشخص مطلع على اجتماعات هوكستين يوم الاثنين، والذي تحدّث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة مسألة حساسة.
تشير تصريحات المسؤولين الإسرائيليِّين في الأيام الأخيرة، إلى أنّ النافذة الزمنية للتوصّل إلى تسوية سياسية للصراع المتصاعد في الشمال قد تكون على وشك الإغلاق.
وكشف غالانت يوم الاثنين، أنّه أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد ج. أوستن في مكالمة هاتفية ليلية، أنّ الوقت «ينفد» لإيجاد حل ديبلوماسي. وأعلن غالانت في بيان أنّ «حزب الله يواصل ربط نفسه بحماس. المسار واضح». كما أكّد نتنياهو في اجتماع للحكومة يوم الأحد أنّ الوضع في شمال إسرائيل «لن يستمر».
ودفعت الضربات أكثر من 150 ألف شخص في إسرائيل ولبنان إلى مغادرة منازلهم في المنطقة الحدودية. ولم يتلقَّ أولئك الذين فرّوا من منازلهم في لبنان مساعدة تُذكر من الحكومة، التي تعاني من أزمة مالية طويلة الأمد. في إسرائيل، قامت الحكومة بدفع تكاليف إطعام وإيواء النازحين في مئات الفنادق في جميع أنحاء البلاد.
وشدّد نتنياهو في تصريحاته الأحد، على أنّه «سنفعل ما هو ضروري لإعادة سكاننا بأمان إلى منازلهم».
شملت جهود الوساطة التي يقوم بها هوكستين جولات متكرّرة من الديبلوماسية المكّوكية بين بيروت والقدس. وبسبب أنّ الولايات المتحدة تُصنّف «حزب الله» كمنظمة إرهابية، تواصل هوكستين معه من خلال مسؤولين حكوميِّين لبنانيِّين يعملون كوسطاء.
في الوقت عينه، تواصِل فرنسا، التي تحتفظ بخطوط اتصال مباشرة مع «حزب الله»، سعيها إلى حَلّ ديبلوماسي. في الأشهر الأخيرة، حاول هوكستين تحسين التنسيق مع المسؤولين الفرنسيِّين، الذين تحدّثوا أيضاً بصوت عالٍ عن مخاطر التصعيد العسكري.
وحذّر السفير الفرنسي لدى إسرائيل، فريدريك جورنييه، الاثنين من صراع أوسع. وأضاف في مؤتمر الأمن القومي لصحيفة «هآرتس» في إسرائيل: «إذا بدأت حرب شاملة في لبنان، فقد تتحوّل هذه المسألة بأكملها إلى صراع إقليمي، وحينها سيكون لديك صراع إقليمي في أوكرانيا وصراع إقليمي آخر في الشرق الأوسط». وأضاف: «لا أحد يريد هذه الحرب. إيران لا تريدها، «حزب الله» لا يريدها، وإسرائيل لا تريدها، ومع ذلك فإنّ من الممكن جداً أن تحدث».
على الرغم من التحذيرات، استمرّ العنف المتبادل الاثنين، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه ضرب «بنية تحتية» لـ»حزب الله» في جنوب لبنان بعدما عبرت «مقذوفات عدة» من البلاد إلى الأراضي الإسرائيلية.
جاء ذلك بعد نيران المدفعية الإسرائيلية والغارات الجوية على جنوب لبنان خلال عطلة نهاية الأسبوع، رداً على صواريخ «حزب الله» التي أطلقت صافرات الإنذار وأشعلت حرائق في شمال إسرائيل.
وازدادت المخاوف من اندلاع صراع أوسع منذ أن أسفرت غارة جوية إسرائيلية في أواخر تموز عن مقتل قائد كبير في «حزب الله» في ضواحي بيروت. وهدّدت إيران بضرب إسرائيل رداً على مقتل زعيم حماس على أراضيها بعد ذلك بوقت قصير.
وبذل المسؤولون الإسرائيليون جهداً لتأكيد جاهزيتهم. وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية الاثنين إنّها زوّدت 97 «وحدة استجابة سريعة» في البلدات على طول الحدود الشمالية مع لبنان بـ»معدات قتالية وإنقاذ، إمدادات طبية، وملابس ومعدات حماية».
وفي يوم الاثنين أيضاً، نفى الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في مؤتمر صحافي أن تكون إيران قد زوّدت اليمن بالصاروخ الذي أُطلق على إسرائيل. ومع ذلك، أيّد أفعال الحوثيّين، وقال: «بالطبع، نحن واليمن مرتبطون ولا نريد لإسرائيل أن تقتل الناس»، مُديناً إسرائيل. وأضاف: «نريد منهم احترام القوانين الدولية».
وفي ما يلي أبرز المستجدات في الشرق الأوسط:
شلل الأطفال في غزة: أعلن فيليب لازاريني، رئيس الوكالة الرئيسية التابعة للأمم المتحدة التي تقدّم المساعدة للفلسطينيِّين في غزة، يوم الاثنين، إنّ الجولة الأولى من حملة تطعيم شلل الأطفال في قطاع غزة قد اكتملت بنجاح، إذ تمّ تطعيم مئات الآلاف من الأطفال. وأضاف أنّ المرحلة التالية من الحملة تهدف إلى إعطاء جرعة ثانية من اللقاح لكل طفل بحلول نهاية أيلول.
العنف في الضفة الغربية: هاجم مستوطنون إسرائيليّون مدرسة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وأصابوا 7 أشخاص، وفقاً للهلال الأحمر الفلسطيني ووسائل الإعلام الفلسطينية الجديدة. في مقطع تمّ تداوله على نطاق واسع على منصة X، شوهد ثلاثة رجال مسلّحين بالهراوات وهم يتحدّثون العبرية ويضربون أشخاصاً في ساحة المدرسة. وتحققت صحيفة «التايمز» من موقع اللقطات في مدرسة شمال غرب أريحا في الضفة الغربية المحتلة. وقال الجيش الإسرائيلي إنّه استجاب للموقع، حيث «أُصيب عدد من الفلسطينيّين». منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر وبداية الحرب في غزة، زادت الهجمات التي يقوم بها المستوطنون اليهود على الفلسطينيِّين في أنحاء الضفة الغربية.
منافس نتنياهو يزور واشنطن: كان يائير لابيد، زعيم المعارضة البرلمانية الإسرائيلية، في واشنطن يوم الاثنين. وقال مكتبه إنّه كان من المقرّر أن يلتقي بوزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن ومستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جاك سوليفان. وقام لابيد، وهو ناقد قوي ومنافس لنتنياهو، برحلة ديبلوماسية مماثلة إلى العاصمة الأميركية في نيسان.