مضى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قدماً في عملية التغيير الشاملة التي يجريها في صفوف كبار المسؤولين الحكوميِّين، إذ أعلن رئيس الحزب الحاكم في أوكرانيا عن قائمة تضم 9 مرشحين لشغل مناصب وزارية عليا.
إذا وافق البرلمان على المرشحين الجدد، وهو أمرٌ متوقع، سيُستبدَل وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الذي استقال الأربعاء، بأندريي سيبيها، النائب الأول لوزير الخارجية، وفقاً لما قاله رئيس الحزب ديفيد أراخاميا. وجاء الاضطراب السياسي بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية الروسية الشديدة والتقدّمات الميدانية في الأسابيع الأخيرة، وقبل رحلة مهمة لزيلينسكي إلى واشنطن، حيث يخطط للكشف عن “خطة النصر” في الحرب.
وأوضح زيلينسكي بأنّه يتخذ هذه الإجراءات لإضفاء “طاقة جديدة” على المؤسسات الحكومية، بعد ساعات من سحب فرق الإنقاذ جثث الضحايا من أنقاض هجوم صاروخي ليلي أودى بحياة 7 أشخاص في مركز المدينة التاريخي في لفيف، قرب الحدود البولندية.
في مشهد مؤلم، وقف ياروسلاف بازيلفيتش على الشوارع المرصوفة بالحجارة القديمة، مغطى بالغبار والدماء، بينما كان المسعفون يخيّطون جراحه بينما كانت فرق الإنقاذ تسحب جثث زوجته وبناته الثلاث من تحت الأنقاض. فيما عبّر عمدة لفيف، أندري سادوفي، عن حزنه في بيان: “لا أعرف ما الكلمات التي أستطيع استخدامها لدعم هذا الأب”.
وطُلب من أكثر من 12 من كبار المسؤولين تقديم استقالاتهم إلى البرلمان الأوكراني هذا الأسبوع، على الرغم من أنّ العديد منهم كان من المتوقع أن يبقوا في الإدارة بمناصب جديدة. ومن بين التغييرات البارزة، من المتوقع أن ينضم ألكسندر كاميشن، الوزير الكاريزمي المسؤول عن إنتاج الأسلحة المحلية، إلى المكتب الرئاسي، لكن “سيواصل التعامل مع قضايا الأسلحة والبنية التحتية”، وفقاً لما قاله أراخاميا.
وكان من المتوقع أن تتولّى أولغا ستيفانيشينا، التي كانت تشغل منصب نائب رئيس الوزراء الأوكراني للتكامل الأوروبي والأوروبي الأطلسي، قيادة وزارة العدل، وهو ما اعتبره المحلّلون إشارة صريحة إلى “التزام الحكومة بمكافحة الفساد”. لكنّ المحلّلين يرون أيضاً إنّ هذا التعديل لا يبدو أنّه يشير إلى تغييرات جوهرية في السياسات الداخلية أو الخارجية.