في حين يتحرّك سفراء “الخماسية” بعد الإجتماعات التي عُقدت في السعودية مع الموفد الفرنسي الرئاسي الى لبنان جان إيف لودريان، تجد مصادر سياسية مطلعة وفق المعلومات، بأنّه ليس لدى “الخماسية” أي طرح رئاسي جديد. والسفراء الخمسة ينطلقون بعد اجتماعهم في دارة السفير المصري علاء موسى الخميس من “بيان الخماسية” الصادر في 16 أيّار الماضي، وما جرى التأكيد عليه حول أنّ “لبنان يحتاج ويستحقّ رئيساً يُوحّد البلد ويعطي الأولوية لرفاهية مواطنيه، ويشكل تحالفاً واسعاً وشاملاً في سبيل استعادة الاستقرار السياسي، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية. كذلك، فإن انتخاب رئيس هو ضروري أيضاً لضمان وجود لبنان بفعالية في موقعه على طاولة المناقشات الإقليمية، وكذلك لإبرام إتفاق ديبلوماسي مستقبلي بشأن حدود لبنان الجنوبية”.
وأكّدت المصادر السياسية ذاتها بأنّ سفراء “الخماسية” سيعيدون التأكيد على هذه النقاط بعد مضي سنة و11 شهراً على الفراغ الرئاسي، سيما وأنّ شيئاً لم يتغيّر. فالخلافات الداخلية لا تزال على حالها، حتى أنّها تتعقّد، مع انتقاد البعض لفتح حزب الله جبهة الإسناد في الجنوب من جهة، وعدم التوصّل الى أي إتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة من جهة أخرى، بل توسّع الصراع الى الضفّة الغربية أيضاً.
من هنا، فإنّ سفراء “الخماسية” سيتمنّون على القيادات السياسية “فصل الملف الرئاسي عن ملف غزّة”، على ما أفادت المعلومات، سيما وأنّ المعطيات على الأرض تشير الى أنّ الحرب في غزّة ستطول كثيراً ولن يتمّ التوصّل الى أي إتفاق بين حركة حماس و”إسرائيل” في عهد الرئيس الأميركي جو بايدن، وإنّ الأمر سيُؤجّل الى ما بعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية في 5 تشرين الثاني المقبل ووصول الرئيس الجديد الى البيت الأبيض. كما أنّ الحسابات تتغيّر في حال وصل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أو نائبة بايدن كامالا هاريس الى البيت الأبيض، رغم تأييد الإدارة الأميركية الأبدي لحليفتها “إسرائيل”. كذلك إذا سقطت غزّة، كما يُخطّط له، لا سمح الله، فإنّ سقوطها سيؤثّر على لبنان والمنطقة، التي ينوي الأميركي تقسيمها الى دويلات تكون فيها حليفته هي الأقوى بين سائر الدول.