على صعيد متّصل، أفادت صحيفة “الديار” بأنّه “لعلّ كلام رئيس المجلس النيابي نبيه بري خلال الذكرى السادسة والأربعين لاختطاف الإمام موسى الصدر ورفيقيه في ليبيا، ومن ثمّ كلام رئيس حزب “القوات” سمير جعجع، هما أبرز دليل على حجم الجمود في الملف الرئاسي. فمنذ عام، في الذكرى الخامسة والأربعين لاختطاف الصدر، اطلق بري مبادرته الشهيرة للحوار وانتخاب الرئيس، وبعد عام كامل أعاد بري المبادرة نفسها، ووجد الجواب نفسه من جعجع أيضاً، ما يعني أن عاماً كاملاً لم يغيّر بالواقع الرئاسي شيئاً”.
ولفتت إلى أنّ “كل التحركات التي قامت بها “اللجنة الخماسية” المعنية بالملف الرئاسي في لبنان، ولا المبادرات التي أطلقتها في الداخل كتلة “الاعتدال الوطني” والحزب “التقدمي الاشتراكي” و “التيار الوطني الحر” ونواب المعارضة، لم تنجح في تحريك الملف الرئاسي قيد أنملة خلال عام كامل، فما كان يجري منذ عام لا يزال على حاله، فريق يدعو للحوار برئاسة بري وفريق يرفض الحوار برئاسة بري”.
ووجدت مصادر سياسية متابعة، لـ”الديار”، أنّ “هذا العام كان عاماً ضائعاً، يؤكد بما لا يترك مجالاً للشكّ، أن العقدة الرئاسية تبدأ من الخارج وتنسحب على الداخل، والحل أيضاً”.
ومع ترقّب للقاء الموفد الفرنسي جان إيف لودريان مع المسؤول عن الملف اللبناني في السعودية نزار العلولا هذا الأسبوع، ركّزت المصادر على أن “لودريان الذي يزور السعودية في سياق عمله الجديد كرئيس لوكالة التنمية الفرنسية في العلا، سيلتقي العلولا للبحث في كيفية إعادة تحريك الملف الرئاسي اللبناني”، مشددة على أنه “لا يحمل معه جديداً، بل يسعى لاكتشاف إذا كان بالإمكان إيجاد الجديد، علماً أن الظروف المحلية والخارجية لم تتبدل بعد”.
وذكرت أنّ “المعلومات عن تحرك دولي جديد باتجاه انتخاب رئيس في لبنان، لا تنطلق من تغيرات طرأت على موازين القوى أو المواقف الأساسية من هذا الاستحقاق، إنما من نافذة واحدة هي عبارة عن اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، وفي الذهن محاولة لتكرار تجربة انتخاب ميشال عون عام 2016؛ قبل أيام من وصول دونالد ترامب الى سدّة الرئاسة”.
كما أشارت إلى أنّ “البعض يراهن على تغيير في موقف القوى السياسية الحليفة لإيران في لبنان، التي تدعم وصول رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الى بعبدا، على اعتبار أن وصول ترامب سيجعل من إمكان تأثيرها في انتخاب الرئيس أصعب، وبالتالي يمكن الرهان على تعديل موقفها بما يتناسب مع إخراج هذا الملف من عنق الزجاجة قبل موعد الانتخابات الأميركية، لذلك تحركت “اللجنة الخماسية”؛ ولو بشكل منفصل”.
بدورها، أكّدت مصادر قريبة من داعمي فرنجية للصحيفة، أن “موقفها من الاستحقاق الرئاسي لا يرتبط بهوية الرئيس في أميركا، وهي تتمسك بمرشحها، لكنها لا تريد فرضه بالقوة على أحد، لذلك كانت دعوتها الى الحوار الحقيقي والجاد الذي تليه جلسات انتخابية متعددة”، مذكّرةً بأنّ “انتخاب عون عام 2016 رافقته اتفاقات سياسية بين “التيار الوطني الحر” و “القوات”، وبين التيار و”المستقبل”، ولم يكن بالقوة، وكان بري يرفضه ويعارضه، لذلك من الصعوبة بمكان مقاربة الاستحقاق الحالي بالطريقة نفسها التي رافقت انتخاب عون”.
وشددت على أن “تكرار دعوة بري للمعارضة، بعد زيارة السفير السعودي اليه في عين التينة، وقبل مغادرته الى المملكة ليشارك بلقاء العلولا ولودريان، تؤكد أن الحل لا يبدأ بالتنازل عن المرشحين، إنما يبدأ بالتنازل عن رفض الجلوس والحوار أو التشاور، وهو ما أعاد بري التأكيد عليه أمام البخاري؛ وبحال حصل هذا التنازل يمكن انتخاب رئيس في أيلول”.