لا شك ان لبنان دخل في مرحلة محفوفة بالمخاطر، والاحتمالات كلها واردة، ولكن لا يوجد أي شيء محسوم حتى الآن، ما يعني ان الحرب التي اعتاد عليها اللبناني منذ 8 تشرين الأول 2023 يمكن ان تستمر على المنوال نفسه، خصوصا ان ليس من مصلحة إسرائيل التوغُّل عسكريا في لبنان تجنباً لتكبدها خسائر كبرى، وبالتالي يمكن ان يبقى القديم على قدمه، ولكن الخطورة التي يتحدّث عنها البعض تكمن في ثلاثة عناصر أساسية:
العنصر الأول دخول الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة التي تسبق انتخاباتها الرئاسية، ما يجعلها بموقع المشلول من قدرة الضغط على إسرائيل.
العنصر الثاني يكمن في تعطُّش نتنياهو لاستعادة قرار الردع في ظل شعبيته المتصاعدة بعد الاستهداف الرباعي لميناء الحديدة واغتيال محمد ضيف وشكر وإسماعيل هنية.
العنصر الثالث يتمثّل بما سرِّب عن لقاء نتنياهو مع دونالد ترامب بأن الأخير قال له بضرورة ان ينهي عملياته العسكرية قبل دخوله إلى البيت الأبيض.
وفي هذه الصورة كلها يقف المواطن اللبناني حائرا وخائفا ووسط أوضاع اقتصادية مأسوية مردِّدا القول المأثور “عند تغيير الدول إحفظ رأسك”، متمنيا ان يُحفظ رأسه ورأس لبنان في هذا الصراع الإقليمي الكبير.