ميدانيا، نار المواجهات ظلت على وتيرة عالية من الاشتعال في الساعات الاخيرة، تكثفت خلالها الاعتداءات الاسرائيلية على معظم المناطق اللبنانية المحاذية لخط الحدود من الناقورة الى جبل الشيخ، وتزامنت مع طلعات جوية معادية في الاجواء اللبنانية وصولا الى العاصمة بيروت حيث خرق الطيران الحربي جدار الصوت، وقالت ذلك، سلسلة عمليات نفذها “حزب الله” ضد العديد من مواقع الجيش الاسرائيلي.
وترافقت هذه المواجهات مع تهديدات اسرائيلية مكثفة بالقيام بخطوات عدوانية استباقية سواء ضد لبنان او ايران، برزت فيها دعوة وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت قادة القوات الجوية الاسرائيلية الى الاستعداد لكل الاحتمالات بما في ذلك الانتقال السريع الى الهجوم”.
وتتزامن هذه التهديدات مع واقع اسرائيلي مربك باعتراف الاعلام الاسرائيلي، حيث عكست صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية ان الاصوات في اسرائيل بدأت ترتفع ضد نتنياهو، وقالت: وسط حالة الذعر المتزايدة يقود نتنياهو اسرائيل نحو مستقبل مظلم.
واشار الاعلام الاسرائيلي الى انه “في ذروة الانتظار لرد فعل إيران و”حزب الله” والمنظمات الموالية عقب الاغتيالات الأخيرة، فإن الوحدات الاحتياطية في عموم البلاد وخاصة في الشمال في حالة تأهب قصوى “استعدادا لمحاولات تسلل إرهابية وسيناريوهات غير متوقعة”. ونقل موقع هسكوفيم العبري عن اللواء في الإحتياط إيال بن روفين قوله: “لقد أوصلنا أنفسنا إلى وضع لا يطاق، السماء مغلقة والناس خائفون، الحروب الطويلة تؤذي الأقوياء لكن نتنياهو مرتاح ويقودنا إلى الكارثة، نتنياهو هو دمار وخراب لم يكن مثله لدولة إسرائيل”.
وتناولت منصة اعلامية اسرائيلية الردود المرتقبة على اسرائيل، وسألت: هل سيكتفون بإطلاق الصواريخ أم أنهم سيستخدمون “قوات الرضوان” والوحدات النخبوية الأخرى لديهم؟ و هل ستشمل الردود غارات برية؟ وقالت: يبدو أن ما خفي أعظم، وعندنا الأمور تسير كالمعتاد، لا يوجد أحد يرفع القفاز ويواجه شعب إسرائيل ويقول ما نحتاج إلى سماعه. كل شيء يتم في الظلال، تحت الطاولة، لا أحد يعرف شيئًا، نصف البلد على الأدوية، والجمهور ليس غبيًا”.
وقالت صحيفة “هآرتس”: ما نشهده لغاية الآن هو عدم وجود أيّ حوار بين الحكومة والجمهور الإسرائيلي، الحكومة ترى نفسها معفية من أن تشرح للجمهور ما هو متوقع، أو عن القرارات والأحداث التي أدت بنا إلى هذه النقطة المتوترة جداً في المواجهة، التي يمكن ان تتطور إلى حد حرب إقليمية، ويبدو ان الإعلام اعتاد على ذلك أيضا”.
ووزع الجيش الاسرائيلي وثيقة على رؤساء بلديات الشمال تحدد سيناريوهات الحرب مع “حزب الله” وفيها: انه في حالة اندلاع حرب مع “حزب الله” تشير الوثيقة الى انقطاع التيار الكهربائي لمدة 3 أيام في بعض المدن. ونحو 40% من القوى العاملة قد لا تتمكن من العمل طوال مدة الحرب. وان اسرائيل قد تواجه هجوماً غير مسبوق بمئات الصواريخ التي تحمل رؤوساً حربية تتراوح من حمولات تصل إلى 50 كيلوغراماً إلى 10 أضعاف ذلك. ومن المتوقع أن يستهدف “حزب الله” أهدافاً بعيدة إلى الجنوب من حيفا بما في ذلك تل أبيب”. وذكرت صحيفة “تايمز اوف اسرائيل” انه ” في حال اندلاع الحرب مع “حزب الله” ستنقطع إمدادات المياه لأيام وسنشهد قطع خطوط الهاتف الأرضي واتصالات الهاتف المحمول”.