ميدانياً،عادت السخونة الى قرى الجنوب الحدودية بعد تصاعد الاعتداءات الاسرائيلية ورَد المقاومة عليها، وأغار الطيران الاسرائيلي المسيّر على محيط جبانة بلدة رُب ثلاثين، متسبباً بسقوط جرحى وشهيد هو عبدالله محمد فقيه الذي نعته «المقاومة الاسلامية» لاحقاً «شهيداً على طريق القدس»
وردت المقاومة على هذا الاعتداء والاغتيال بهجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية على مربض المدفعية التابع للكتيبة 411 في «نافيه زيف» التابع «للواء النار 288»، مُستهدفة نقاط تموضع واستقرار ضباطه وجنوده، «وأوقعت فيهم إصابات مؤكدة».
وكانت اطراف بلدات: الضهيرة، علما الشعب، الناقورة، قبريخا، كفرشوبا، شيحين، عيترون قد تعرضت لقصف مدفعي أشعلَ بعض الحرائق التي أخمدها الدفاع المدني. وطالَ القصف المدفعي والفوسفوري المتقطع الأطراف الشمالية لبلدة ميس الجبل، وتحديداً أحياء (الدباكة، الجديدة، باب الشقاع)، وسجل اندلاع حرائق عدة ولم تقع اصابات. كذلك استهدف خلة وردة في عيتا الشعب. وخلال عمليات إخماد الحرائق عند الاطراف الشمالية لبلدة ميس الجبل، تعرض محيط مكان عمل فرق الدفاع المدني اللبناني وجمعية الرسالة والهيئة الصحية للاستهداف بقذيفة مدفعية عيار ١٥٥، كما أطلقت القوات الاسرائيلية قذيفة فوسفورية باتجاههم لإعاقة عملهم، من دون وقوع اصابات.
وبعد الظهر، سجّل قصف مدفعي لأطراف بلدة الناقورة وكفرشوبا وكفرحمام وحانين. فيما أغار الطيرن الحربي عصراً على عيتا الشعب وعيترون، ومنطقة الجوار في مدينة بنت جبيل.
وردت «المقاومة الاسلامية» بقصف مَبنى يستخدمه الجنود في مستعمرة «المنارة»، وكذلك عدة مبانٍ يستخدمونها في شتولا»، وموقعي «بركة ريشا» و»حانيتا». كذلك قصفت موقع المالكية عند دخول آليات عسكرية اليه. فيما اطلقت وحدات الدفاع الجوي في المقاومة صواريخ مضادة للطائرات على الطائرات الحربية داخل الاجواء اللبنانية في منطقة الجنوب، ممّا أجبرها على التراجع والانسحاب الى خلف الحدود مع فلسطين المحتلة».
ورداً على محاولة العدو الإسرائيلي إحراق حرش الراهب باستخدام المَنجَنيق، استهدفت «المقاومة الإسلامية» انتشارا للجنود في حرش عداثر بالأسلحة الصاروخية، وقصفت موقعي الرمثا والسماقة في تلال كفرشوبا.
وتحدثت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن تمدد النيران في مستوطنة المنارة عقب إطلاق صواريخ مضادة للدروع من لبنان حيث تضرر 12 منزلاً. فيما اشارت قناة 12 العبرية الى حصول أضرار في مستوطنة شتولا بعد إطلاق 4 صواريخ من لبنان. واعلنت لاحقاً عن سقوط صاروخين في منطقة سعسع في الجليل. فيما ذكرت وسائل اعلام اخرى انّ حرائق اندلعت في منطقة الجليل الغربي بعد تسلّل عدد من المسيّرات من جنوب لبنان وانفجارها، بعدما فشلت الصواريخ في اعتراضها.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن رئيس بلدية كريات شمونة «أفيخاي شتيرن» استياءه من خطاب نتنياهو في واشنطن. وقال: كما حدث في الأشهر العشرة الأخيرة، في هذا الخطاب أيضاً وجدنا أنفسنا على الهامش».
فيما نقلت صحيفة «معاريف» العبرية عن مستوطن في كريات شمونة قوله: «لا يمكن للجيش الإسرائيلي أن يقول انه أقوى جيش في الشرق الأوسط ولم يتمكن بعد 9 أشهر من هزيمة العدو»..
الحرب الثالثة ممنوعة
وفي سياق متصل حذّر نائب رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي سابقاً، عران عتسيون، أمس من توسيع الحرب مع «حزب الله»، قائلاً إنّه «ممنوع على إسرائيل الوصول إلى حرب لبنان الثالثة».
وقال عتسيون في مُقابلة مع «القناة 13» انّ «الاتفاق الذي سيحقق وقفاً لإطلاق النار في قطاع غزّة، سيحقق وقفاً لإطلاق النار أيضاً في الشمال». ورأى أنّ «إسرائيل و»حزب الله» لا يريدان حرباً شاملة»، على رغم من أنّهما «كانا في مراحل معيّنة قريبين من تصعيد شامل سيبدو مختلفاً تماماً». وأوضح أنّ «الوضع فيه نوع من تناقض يصعب شرحه قليلاً، فالطرفين لا يريدان التصعيد، لكن طوال الوقت هناك تصعيد يتطوّر بنحوٍ غير مسيطر عليه تماماً، ويتجسّد، من بين جملة أمور، بتوسيع «حزب الله» المَديات وبإدخال التسليحات الدقيقة، وباستهداف أهداف جديدة، فيما يقول إنّه سيُدخل إلى سلّة أهدافه بنى تحتيّة استراتيجية في خليج حيفا، حيث يوجد بنى تحتية للطاقة ومواقع أخرى من هذا النوع كان يتجنّبها حتى اليوم».
وعقّبت «القناة 13» الإسرائيلية على هذا الأمر قائلةً إنّ «التوسيع واضح منذ بداية القتال»، وإنّ الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله كان «يقول بعد وبعد وبعد وبعد»، وفي كلّ مرّة يصل إلى «بعد» التالية، و»ينفّذ كلامه».
اليونيفيل
الى ذلك أكد الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي في تصريح له امس أنّ «التصعيد مستمر، وتبادل إطلاق النار لم يتوقف، والناس يقتلون، والدمار مُمتد على كلا الجانبين». وقال: «إننا نحذر من خطر حدوث خطأ في التقدير»، لافتا إلى أنه «لا يزال هناك مجال للحل السياسي».