اسبوع بالتمام والكمال، ويدخل الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية شهره الثاني والعشرين، وعلى ما يبدو انّه سيشكّل في أحسن أحواله امتداداً لأشهر العبث السابقة، المضبوطة على إيقاع تموضعات مفلسة أو بالأحرى هلوسات سياسية ميؤوس من شعبوياتها وحساباتها ورهاناتها واوهامها، ومملّة في تكرار ذاتها، تحزّم نفسها بحبل التعطيل، ولا تبدو مستعدة لمواكبة أيّ اندفاعة لإنهاء أزمة الرئاسة، سواء من الخارج عبر مبادرات ووساطات الاصدقاء، أو من الداخل عبر الباب المؤدي الى التوافق وانتخاب رئيس للجمهورية.
من السذاجة، في هذا المشهد المستمر بعرض متواصل لـ«فيلم عبثي طويل»، منذ اول تشرين الثاني من العام 2022، افتراض انّ ثمّة تغييراً سيحدث في مواقف اطراف صرّحت علناً بأنّ الانتخابات الرئاسية معركة وجودية بالنسبة اليها، بل إنّ هذا الواقع يرسّخ المقولة القائلة بأنّ التسوية الرئاسية أبعد بأميال طويلة عن بلوغها في المدى المنظور.
لا حراكات ولا مبادرات
على أرض الواقع السياسي، شلل تام يسود أروقة الحراك الجدّي حول الملف الرئاسي، ولا مؤشرات تشي بإعادة تحريك عجلته لا على شكل حراكات او مبادرات، والقناعة الراسخة لدى الكثير من أهل السياسة بأنّ الخارج قال كلمته ومشى، وطوى صفحة الرئاسة حتى إشعار آخر. وهذا هو حال اللجنة الخماسية.
ثلاثية بري
رئيس مجلس النواب نبيه بري، يعتبر أنّ أساس المشكلة الرئاسية داخلي، وحلّها جاهز عبر ثلاثية «تشاور فتوافق فانتخاب»، ودون هذه الثلاثية لا مجال لانتخاب رئيس للجمهورية.
جنبلاط: لملاقاة مبادرته
مصادر قريبة من الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، تؤكّد لـ«الجمهورية»، أنّه لا يماشي افكاراً اياً كان مصدرها، أو طروحات تحت أي مسميات خرائط او غير ذلك، لا جديد فيها، ولا تمتلك قوة دفع بالملف الرئاسي إلى برّ الانتخاب، بل هو يعتبر انّ مبادرة رئيس المجلس تشكّل مخرج الطوارئ من النفق الرئاسي المسدود، ويؤكّد على ملاقاتها.
وفي السياق ذاته، أكّدت مصادر «اشتراكية» لـ«الجمهورية»، انّ «ضرورات البلد باتت تستوجب إنهاء الأزمة الرئاسية في اسرع وقت ممكن، وآن للجميع أن يدركوا أنّ رصيد التعطيل قد نفد».
ورداً على سؤال قالت المصادر: «إنقاذ البلد مسؤولية مشتركة، خصوصاً في هذا الظرف، حيث أنّ مخزون الأزمة بات طافحاً بالتعقيدات الاقتصادية والمالية والاجتماعية المتفاقمة، والملامسة لحافة الانفجار، ناهيك عن السيناريوهات الكارثية الاخرى التي تلوح في الأفق من بوابة التطوّرات المتسارعة في المنطقة.