رئاسياً، لم يسجل اي جديد امس في ظل معلومات تؤكد انه لن يكون هناك اي لقاء بين وفد نواب قوى المعارضة وكل من كتلتي «التنمية والتحرير» و»الوفاء للمقاومة» للبحث في مبادرة المعارضة الرئاسية. وكذلك افادت هذه المعلومات ان رئيس مجلس النواب نبيه بري لن يدعو الى جلسة مناقشة او مساءلة حول الوضع على الجبهة الجنوبية.
وكان وفد نواب المعارضة غسان حاصباني والياس حنكش وميشال الدويهي قد التقى قبل ظهر امس في ساحة النجمة النواب المستقلين: ايهاب مطر وجان طالوزيان والوزير جورج بوشكيان، وذلك استكمالا للقاءات نواب المعارضة مع الكتل النيابية في اطار المبادرة التي اطلقوها حول الاستحقاق الرئاسي، وبعد ذلك التقى نواب المعارضة النائب جميل السيّد في حضور طالوزيان.
واوضح السيد لـ»الجمهورية» انه أجرى خلال اللقاء عرضاً للأزمات الرئاسية والسياسية التي حصلت بعد «اتفاق الطائف»، والنتائج التى وصلت اليها قبل الخروج السوري من لبنان وبعده، والتقاطعات الاقليمية والدولية التي انتجت رؤساء جمهورية والتمديد للرئيسين الياس الهراوي واميل لحود، وانتخاب الرئيس ميشال سليمان، ومن ثم حصول الفراغ الرئاسي بعده، وصولاً الى تقاطع جديد أدى الى انتخاب الرئيس ميشال عون «الى ان عُدنا الى الشغور الرئاسي حالياً نظراً لعدم وجود توافقات اقليمية ودولية على انتخاب رئيس». وكشف انّ «مبادرة المعارضة تقوم على جلسة انتخاب اولى لن تصل الى نتيجة، ثم جلسة حوار او نقاش تليها جلسات انتخاب بنصاب الثلثين لكن بانتخاب رئيس بـ 65 صوتاً، اما مبادرة الرئيس برّي فتقوم على جلسة حوار تليها جلسات انتخابية بنصاب الثلثين اذا حصل تفاهم ولو بنسبة اصوات 65 نائباً، واذا لم يحصل تفاهم لا يدعو الى جلسة انتخابية». وقال: «لمستُ ان المعارضة تراهن على تأمين 67 صوتاً لمرشح وسطي نتيجة ضغوط خارجية على بعض النواب المستقلين او المترددين».
واضاف: «لقد نصحتُ وفد المعارضة بلقاء الرئيس نبيه بري برغم التعارض بين المبادرتين، لكني اخشى في ظل هذا الوضع المتوتر اقليميا وداخليا من انفلات الامور، واللقاء مع بري قد يؤدي الى تهدئة الاجواء، وطالما يتعذّر انتخاب رئيس فليتوجه الجميع الى لملمة الوضع الداخلي والاهتمام بشؤون الناس المعيشية والحياتية والاجتماعية. وقد رفضوا في البدء لقاء الرئيس بري لأنه رفض استقبالهم، فقلت للوفد انّ طلب موعد لعرض مبادرتكم شيء، وزيارة بري لوضعه في حصيلة جولة المعارضة ومناقشة مبادرتها ومبادرته شيء آخر، وقد وعدَ الوفد بدرس موضوع اللقاء مع بري ولو انه قد لا يؤدي الى نتيجة لكنه يساهم في تهدئة اجواء التوتر الداخلي».
ورأى السيّد «ان التأزم الخارجي لن ينتج رئيساً للبنان لأنّ الخلاف في العمق هو حول الهوية الإستراتيجية للرئيس المقبل. في اي فريق سيكون، ورئيس «نص ـ نص» لا يشكل ضماناً لكثيرين بعد التجربة، وانا ارى ان سليمان فرنجية يشكل ضماناً، لكن موضوع الرئاسة اصبح في يد الخارج والوضع الخارجي الآن لا يسمح بالتوافق على رئيس لبناني».