كلّ التقديرات سواء الأميركية او الدولية أو تلك الصادرة من داخل اسرائيل من مستويات سياسية وعسكرية، ومن معلّقين ومحللّين، باتت تجمع على انّ خيار الاستمرار في الحرب في غزة ليس صائباً، وعلى التحذير من انّ الحرب على لبنان تنطوي على مخاطر وأكلاف عالية ومدمّرة. وكلا الحربين، لن يمكنا نتنياهو من تحقيق الانتصار الذي يريده. بل انّ خيار الحل الاميركي هو الذي يعيد ما تبقّى من أسرى اسرائيليين لدى حركة «حماس» سالمين. وخيار الحل السياسي الذي تدفع اليه واشنطن، هو الذي يمكّن سكان مستوطنات الشمال من العودة الى بيوتهم.
على أنّ ما يُقال في الغرف الديبلوماسية، لا يغلب فرضية التصعيد، ولاسيما انّ قنوات الاتصال المفتوحة مع الوسطاء، وفق ما تكشف مصادر رسميّة لـ«الجمهورية»، ما انفكّت ترسل اشارات معاكسة للجو الحربي، وترجّح خيار الحل السياسي في المدى القريب المنظور على جبهتي غزة وجنوب لبنان. وخصوصاً انّ الاميركيين مصمّمون على إنجاح مبادرة الرئيس جو بايدن، بل انّهم باتوا عازمين أكثر من ذي قبل على تهدئة في غزة توازيها او تواكبها تهدئة على جبهة لبنان. ولهذه الغاية لن يطول الوقت وسيعود آموس هوكشتاين في زيارة جديدة الى المنطقة.
ولا تفصّل المصادر الرسمية في مضمون تلك الإشارات، بل تكتفي بالقول: «إنّ ما نسمعه يؤكّد في جوهره توجّه الادارة الاميركية الى بلوغ ما يبدو انّه «حل العودتين»؛ اي عودة الاسرى الاسرائيليين في غزة، وعودة سكان الجنوب ومستوطنات الشمال الى بيوتهم».
وتضيف المصادر عينها: «يقولون إنّ الاسبوعين او الثلاثة المقبلة حاسمة للدفع بالحلول إلى الامام، ومن شأن هذا الامر أن يقلّل منسوب القلق من تصعيد واسع. ولكن هذا لا يعني الركون لكل ما يُقال، قبل ان نلمس بوادر الحل على الارض، ونتائج ما يُقال عن ضغوط اميركية قوية تُمارس على اسرائيل للسير بالحل، ومن هنا فإنّ من الواجب الحفاظ على قدر عالٍ من الحذر من الغدر الاسرائيلي».