وفق معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فأنّ مسؤولاً أمنياً رفيعاً في دولة اوروبية اجرى في الآونة الأخيرة، سلسلة لقاءات مع مستويات لبنانية سياسية وغير سياسية، تمحورت حول مستجدات الوضع على الحدود الجنوبيّة، وخصوصاً مع تصاعد العمليات العسكرية والقصف العنيف المتبادل بين «حزب الله» والجيش الاسرائيلي، وارتفاع وتيرة التهديدات بعمل عسكري اسرائيلي واسع ضدّ لبنان.
وبحسب المعلومات، كما نقلتها مصادر موثوقة، فإنّ المسؤول الأمني المذكور بدا في كلامه وكأنّه يشدّد على إبقاء الوضع على الجبهة الجنوبية تحت سقف مواجهات منخفضة الحدّة، وعكس ذلك في تحذيره من انّ رفع سقف المواجهات الى وتيرة عالية من التصعيد من شأنه أن يخرج الامور عن السيطرة، ويحبط الجهود الرامية الى خفض التصعيد كمقدمة لبلورة حل سياسي يؤدي الى وقف نهائي لاطلاق النار»
ونقلت المصادر عن المسؤول الأمني قوله ما حرفيته: «إنّ الوضع كما نراه، لا يبعث على الاطمئنان، وخصوصاً انّه مع التصعيد المتواصل من الجانبين بات اكثر قرباً من السقوط في صراع واسع لا نرى فيه مصلحة لأي من الاطراف، وخصوصاً انّه يضع كل المنطقة امام منزلقات ومخاطر كبرى يستحيل تقدير حجمها إن خرجت الامور عن السيطرة، وهو ما يوجب قدراً عالياً من ضبط النفس. وقد ابلغنا ذلك الى الجانب الاسرائيلي، وهو ما نريد أن نراه من الجانب اللبناني الذي في إمكانه منع «حزب الله» من القيام بأي مغامرة عسكرية تتسبب بإشعال الحرب».
وعندما سُئل المسؤول الامني عمّا اذا كان يرجح خيار الحرب الواسعة، بدا من ناحية، حذراً من «حزب الله»، حيث اعتبر انّ التصعيد الذي يمارسه لا يخدم الجهود الرامية الى حل سياسي، بل من شأنه أن يفاقم الامور اكثر، حيث انّ الاعلانات التي تصدر عن الحزب وتقول بأنّه لا يريد الحرب، يناقضها تصعيد كبير على الحدود. ومن ناحية ثانية اشار إلى خلاصة «تقييم عسكري غربي للحرب ونتائجها»، يقلّل من احتمالات الحرب الواسعة، لاسباب متعددة، ابرزها الضغط الاميركي لعدم توسّعها، يُضاف الى ذلك، أنّ اسرائيل بعد 9 اشهر من الحرب، باتت عالقة في ما يشبه المتاهة المقفلة، ووضعها الداخلي تشوبه موانع كثيرة، وعدم جهوزية لحرب واسعة او طويلة الأمد، ما يعني انّها في حاجة الى حل سياسي».