تبادل الرئيس الديمقراطي جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب الهجمات بشأن قضايا مثل الإجهاض وطريقة إدارة الاقتصاد والحرب في أوكرانيا وغزة في مناظرتهما الأولى، والتي أتاحت للناخبين فرصة نادرة لرؤية المرشحين الأكبر سنا لانتخابات رئاسية أميركية جنبا إلى جنب.
وخلال نصف الساعة الأولى من المناظرة بدا بايدن مترددا في بعض الأحيان وتعثر في الحديث أكثر من مرة، في حين كان ترامب يشن هجوما تلو الآخر يتضمن العديد من المعلومات المغلوطة المتكررة على غرار الادعاء بأن المهاجرين ينفذون موجة جرائم وأن الديمقراطيين يدعمون قتل الأطفال.
ويتعرض كل من بايدن وترامب لضغوط لإظهار تمكنهما من التعامل مع مختلف القضايا وتجنب أي زلات في الحديث بينما يسعيان إلى إحراز نقطة للانطلاق منها والتقدم في سباق تظهر استطلاعات الرأي منذ أشهر أنه متقارب تماما.
وقال اثنان من مسؤولي البيت الأبيض إن بايدن يعاني من نزلة برد.
وقبل انطلاق المناظرة لم يتصافح الرجلان اللذان لا يخفيان كراهية كل منهما للآخر.
وركزت الأسئلة الأولى على الاقتصاد، في وقت تظهر فيه استطلاعات الرأي أن الأميركيين غير راضين عن أداء بايدن رغم نمو الأجور وانخفاض البطالة.
ومع نهاية الجزء الثاني من المناظرة، أحصت “سي إن إن” عدد الدقائق التي تحدث فيها المرشحان خلال تسعين دقيقة، فقد تحدّث ترامب لمدة 38 دقيقة و13 ثانية، أما بايدن فتحدّث لمدة 33 دقيقة و41 ثانية.
وعندما اقتربت المناظرة من نهايتها، تناول المرشحان السؤال الحساس حول العمر.
وتذكر بايدن أنه كان في السابق أصغر رجل في السياسة، وانتقل للحديث عن إنجازاته كرئيس كدليل على أنه قادر على أداء المهمة.
بدوره، استذكر ترامب الاختبارات المعرفية التي أجراها كرئيس وتحدى بايدن للقيام بنفس الشيء.
ثم تحدث المرشحان عن صفاتهما البدنية والرياضية وتجادلا حول من لديه مهارات أفضل في لعبة الغولف.
أخيرًا، قال ترامب: “لنكن ناضجين.” فرد عليه بايدن: “أنت طفل.”
وتجادل بايدن وترامب حول “الحرب العالمية الثالثة”، اذ قال الاخير ان “بايدن سيقودنا إلى الحرب العالمية الثالثة. بوتين وكيم جونغ أون لا يخشونه”. ليردّ الرئيس الاميركي: “إذا كنت تريد حربًا عالمية ثالثة، فقط قل لبوتين “افعل ما يحلو لك مع الناتو”، في إشارة إلى تصريح سابق لترامب.
وحاول جيك تابر مرتين أن يحصل على إجابة من ترامب حول كيفية مساعدته للأميركيين الذين يعانون من الإدمان، لكنه تهرب من السؤال مرة أخرى، وانتهى به الأمر بالحديث عن إيفان غيرشكوفيتش، مراسل وول ستريت جورنال المحتجز في روسيا بتهم التجسس.
وتجاهل إلى حد كبير سؤالًا حول تغير المناخ ليهاجم الرئيس بايدن بشأن الاقتصاد والهجرة.
وقال بايدن: “لم يفعل ترامب شيئًا على الإطلاق من أجل البيئة.”
من جهة أخرى، عند تلقيه سؤالًا حول خيبة أمل الناخبين السود من إدارته، تعثر الرئيس بايدن في الإجابة وأشار إلى قائمة طويلة من السياسات مثل تكاليف رعاية الأطفال.
ووجّه بايدن أقوى هجوم على ترامب، قائلا: “لقد أقمت علاقة جنسية مع ممثلة إباحية بينما كانت زوجتك حاملا”. وترامب يرد: لم أقم بأي علاقة.
وعند سؤاله عن إداناته الجنائية، لم يرد ترامب مباشرة بل أشار إلى الإدانات الجنائية لهانتر بايدن، مستهدفًا المشاكل القانونية لابن الرئيس. وقال ترامب عن بايدن: “يمكن أن يكون مجرمًا مدانًا بمجرد خروجه من المنصب. هذا الرجل مجرم”.
وقال بايدن: “أنا الآن أنظر إلى شخص مدان”، مشيرًا إلى التهم والإدانات التي يواجهها ترامب.
وحول الحرب في أوكرانيا، أشار ترامب إلى انه يمكنه إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا قبل توليه المنصب، لكنه لم يوضح كيف سيفعل ذلك.
وحذر بايدن من أن بوتين لن يتوقف عند أوكرانيا وسأل: “ماذا تعتقد سيحدث لتلك الدول الأعضاء في الناتو؟”
لم يستثمر بايدن هذا الجزء من المناظرة حيث يمكنه أن يوجه ضربة قوية لترامب بسبب علاقته المبالغة مع بوتين، لكنه حاول فقط الدفاع عن سجله في توحيد الحلفاء الغربيين، رغم استمرار الحرب.
الى ذلك، دافع بايدن بحماس عن سجل إدارته فيما يتعلق بالمحاربين القدامى، قائلاً إنهم يفعلون “أكثر من أي وقت مضى في تاريخنا” من أجل المحاربين القدامى.
وقال بايدن موجهًا حديثه لترامب: “أنت المغفل. أنت الخاسر.” وهو اقتباس يعكس نوع اللغة المحملة بالإهانات التي تنتقد حملة بايدن ترامب لاستخدامها.
وأضاف بايدن: “توفي عدد أكبر من الأشخاص في عهده، رغم أننا قد أصلحنا الوضع إلى حد كبير، وكنا في وسط الأزمة”.
وأثناء المناظرة، شن الرئيس السابق دونالد ترامب هجومًا على الرئيس جو بايدن بخصوص سياسات الحدود. وأشار ترامب إلى أن إدارة بايدن شهدت أكثر من 7.9 مليون مواجهة على الحدود الأميركية-المكسيكية، وهو ما يقرب من ثلاثة أضعاف العدد الذي حدث في عهد ترامب.
وأشار ترامب إلى أن المهاجرين فروا من منازلهم لأسباب متعددة، بما في ذلك تأثير الجائحة على اقتصادات أميركا الوسطى والكوارث الطبيعية. وقال أيضًا إنه أجرى مقابلات مع مهاجرين أكدوا أنهم شجعوا على القدوم بسبب توقعهم لإدارة أكثر ترحيبًا.
وخلال المناظرة، ادعى ترامب أن الديمقراطيين “يدعمون الإجهاض حتى وفيما بعد الشهر التاسع”، وزعم أن بعض الولايات الديمقراطية تتبنى هذا الموقف.
هذا وواجه الرئيس جو بايدن السؤال الأول من المذيع جيك تابر، الذي سأله عن رسالته للأميركيين الذين يشعرون بأنهم في وضع مالي أسوأ تحت إدارته مقارنة بما كانوا عليه في عهد ترامب، فأجاب بأنه تسلم اقتصادًا في “انهيار حر.” وأشاد بسجله في خلق فرص العمل وخفض أسعار الأدوية الموصوفة وتكاليف الأسر الأخرى.
من جانبه، ادعى ترامب أنه كان لديه “أعظم اقتصاد في تاريخ بلدنا” وأن التضخم “يقتلنا بشكل مطلق.”
ولوحظ أن بايدن ارتكب بعض الهفوات في البداية، حيث أخطأ في عدد الوظائف التي تم إنشاؤها خلال فترة رئاسته وقال بشكل غير متناسق إنه “أخيرًا تغلب على برنامج ميديكير”.
وتُعقد المناظرة في استوديوهات شبكة CNN بدون حضور جمهور، وتُدار من قبل المذيعين جيك تابر ودانا باش.
وتهدف هذه المناظرة إلى مناقشة مجموعة من القضايا المهمة التي تؤثر على البلاد، بما في ذلك الاقتصاد، والسياسة الخارجية، وحقوق الإجهاض، والأمن الداخلي.