إنّ الحياة الاجتماعية لا بدّ لها من قانون يحكمها، لأنّ الاجتماع معرّض للتنازع والتشاجر على الملكيات، الأمر الذي يفرض الحاجة إلى القانون الذي ينظم هذه الحياة ويمنع البغي والظلم ويعطي كل ذي حق حقه في البقاء والاستمرار، أي في الكينونة وعلى حساب الملكية. (مبدئية الصالح العام)
ولا ريب أن نظرية “التكاؤن” التي تدعو للكينونة سويا (To be together) تساهم على هذا الصعيد من خلال القوانين التي تحافظ على كينونة المتخاصمين، في تشريع القوانين الناظمة لحركة الاجتماع البشري فلا يلغي أحد الآخر، ولا حتى حق الآخر، مهما ثمنت الملكيات وطغت السلطات.
▪إنّ الإدراك بأنّ “التكاؤن” حركة تنتسب إلى العقل البشري، يمنحها قوّة خاصة وزخمًا كبيرًا يساعد على تطبيقها، ويعطي المؤمن بأولوية “الكينونة” على “التملك” دفعًا روحيًا خاصًا يجعله يتحرّك للامتثال بروحه، لأنّه في الحقيقة يبدّي القيم الإنسانية اللا إلغائية ويتقرّب من تلك القيم بالامتثال بالقوانين الراعية لها، كما أنّه يبدّي استحضار رِقابة حسه الوطني والإنساني على رِقابة الضابطة العدلية.
المصدر:”موقع التكاؤن – د. هشام الاعور”
**