– لدينا ساعات طويلة عن تصوير حيفا وجوار حيفا وما قبل حيفا وما بعد ما بعد حيفا… فمقاومتنا تقاتل وفق رؤية ومعلومات
– العدو يعرف انه لن يكون هناك مكان في الكيان بمنأى عن صواريخنا ومُسيّراتنا
– لقد تجاوزنا الـ100 ألف مقاتل كثيراً…
– اتصل بنا قادة حركات مقاومة في المنطقة لإرسال مقاتلين… وقلنا لهم إن ما لدينا يكفي لا بل يزيد بالنسبة للمعركة
بعث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله برسائل واضحة إلى قيادة الاحتلال و “جيشه”، وأكد “أنّ التهديد بتوسيع الحرب على مدى 8 أشهر “لا يخيفنا”، لافتاً إلى أنّ “العدو يعلم وسيده الأميركي، أنّ شنّ الحرب على لبنان سيحمل تداعيات في المنطقة والإقليم”.
وخلال الاحتفال التأبيني الذي يقام تكريماً للشهيد القائد طالب عبدالله “أبو طالب” ورفاقه في الضاحية الجنوبية لبيروت، أكد “أنّ المقاومة حضّرت نفسها “لأسوأ الأيام، والعدو يعلم ما ينتظره ولذلك بقي مرتدعاً”.
وتوجّه إلى من يهوّل على لبنان بالقول: “إنّ أميركا خائفة على كيان العدو، وعلى العدو أن يخاف أيضاً، أمّا نحن، فسنواصل تضامننا وإسنادنا لغزة، وسنكون جاهزين وحاضرين لكل الاحتمالات، ولن يوقفنا شيء عن أداء واجبنا”، مؤكّداً أنّ “الحل بسيط، وهو وقف الحرب على قطاع غزة”.
وأكد السيد نصر الله أنّ الاحتلال يعرف، أنّ ما ينتظره أيضاً في البحر المتوسط “كبير جداً”، إذ إنّ “كل سواحله وبواخره وسفنه ستُستهدف”.
وتوجّه إلى الاحتلال بشكل واضح: “عليه أن ينتظرنا براً وجواً وبحراً، وإذا فرضت الحرب، فالمقاومة ستقاتل بلا ضوابط وقواعد وأسقف”، وهي “لديها بنك أهداف كامل وحقيقي ولديها القدرة على الوصول إلى كل الأهداف مما يزعزع أسس الكيان”.
كما حرص السيد نصر الله على تحذير الحكومة القبرصية من أنّ تفتح مطاراتها وقواعدها لـ “إسرائيل” لاستهداف لبنان، لأن ذلك يعني رسمياً “أنها أصبحت جزءاً من الحرب”.
وعن الجبهة اللبنانية وتأثيرها، أشار السيد نصر الله إلى “عمل ماكينة إعلامية ضخمة على تبخيس إنجازات وتضحيات الجبهة الجنوبية وجبهات الإسناد، منذ بداية المعركة في جبهة لبنان لإسناد غزة”، مبينا أنّ “الاحتلال يُخفي خسائره في جبهة الشمال كيلا يتعرض لمزيد من الضغوط”، ولكنه “لم يستطع أن يخفي عدد الذين أخلوا المستوطنات” وأكّد أنّ “هذه أعظم معركة تخوضها الأمة منذ 1948 ولها أفق واضح ومشرق وستغيّر وجه المنطقة وستصنع مستقبلها”.
كما علّق على إصدار فيديو “الهدهد”، مشدداً على أنّ “لدى المقاومة كم كبير جداً من المعلومات”، إذ إنّ “إصدار الهدهد هو منتخب من ساعات طويلة فوق حيفا. ولفت إلى حديث البعض في كيان العدو عن أنّ حزب الله لديه جواسيس في حيفا حصل من خلالها على المشاهد المصوّرة”، متسائلاً: “ماذا سيقولون عندما تنشر المقاومة لاحقاً حلقات من المدينة الثانية والثالثة والرابعة”.
استهل الأمين العام لحزب الله كلمته بتوجيه التبريك بالشهادة والتعزية بفقد الأعزّة من شهداء اليوم والأسابيع الماضية و “أسأل الله أن يتقبلهم جميعًا”، معتبرا “أن الشهادة ليست هزيمة وليست موتًا وهذه نقطة قوة في جبهات المقاومة وأخطر ما يواجهه العدوّ أن من يقاتل في هذه الساحات يحمل هذه الثقافة وهذا الفكر والإيمان.”
وأوضح “أن الطاقة الهائلة التي يملكها الإنسان من الصبر أمام الحجم الهائل من المصائب هو أمر عظيم، وهذا ما نراه من عوائل الشهداء الذين يوقنون أنّ فقيدهم انتقل إلى الحياة الأبدية”، مشددًا “على أن بيئة المقاومة تملك هذه الثقافة والإيمان والصبر التي بسببها لا تسقط منا راية ولا يتسلل إلينا وهن أو ضعف”.
سيرة القائد أبو طالب
هذا، وبيّن السيد نصر الله “أن الشهيد أبو طالب التحق بصفوف المقاومة من عمر الـ15 عامًا وكان كغيره من القادة مجاهدًا عاديًا وبدأ يتقدّم بشدّة وتقلّد مناصب عديدة وهو في مقتبل العمر. ولفت إلى أن الشهيد أبو طالب كان ضمن المجموعة من كوادر حزب الله التي دافعت عن أهالي البوسنة السُنّة والتي مكثت هناك لسنوات. وكان الشهيد أبو طالب معروفًا بتديّنه وإيمانه وخلقه والعشرة الحسنة والتواضع وكان كثير التفكير بآخرته ويعمل لها بِشرُه في وجهه وحزنه في قلبه وكثير المعونة ومفيدًا جدًا لأهله وشعبه ومقاومته”.
ووصف أبو طالب بـ “أنه كان معروفًا بُحسن الإدارة ذو كفاءة عالية وجمع العلم والعمل والتجربة والخبرة وصاحب معنويات عالية حتّى في أوقات الشدّة وكان يستصغر الصعاب مهما كَبُرت ولا يستسلم أمامها”، موضحًا “أنه كان بحق رجل الميدان والخطوط الأمامية حتّى الشهادة وأينما وُجد يملأ قلبك ثقة وطمأنينة ويقينًا أن لديك جبلًا شامخًا تستند إليه تثق بتشخيصه وشجاعته وبالنصر الذي سيتحقق على يديه”.
وأوضح “ان فقد أبو طالب هو خسارة كبيرة. لكن حسبنا أنهم مضوا شهداء وتركوا خلفهم قادة ومجاهدين ليُكملوا المسيرة من بعده ولذلك كان الرد على جريمة الاغتيال من وحدة نصر التي كان الشهيد قائدها”، لافتًا “إلى أن هذه الوحدة زادت إصرارًا وعزيمةً على إكمال دربه. وكان أبو طالب القائد الميداني الأول الذي افتتح الجبهة نصرةً لغزّة ومقاومتها الباسلة حتّى نال الشهادة”.
لقاء مع أبو طالب
من ناحية أخرى، تطرّق السيد نصر الله الى لقائه مع القائد أبو طالب وقال: “التقيت مع الحاج أبو طالب قبل شهادته وشرح لي بالتفصيل الممل حول المواقع الأمامية التي نملك تفاصيل كبيرة عنها، والعدو يعلم ذلك وقام بإخلائها ولكن ليس بشكل كامل لخشيته من أي سيطرة عليها”، مضيفا “ضرب المواقع يوقع قتلى بجنود العدوّ وجرحى ما دفعهم الى الانتشار حول المواقع ما يعني جمع معلومات جديدة وكانت المقاومة قادرة على جمعها حتّى صرنا نعلم مكان الخيمة أين. وأكد أن العدوّ اضطرّ الى إخلاء قواعده وذهب لانشاء قواعد مستحدثة خلف الجبال ولم يحسبوا حسابًا للمسيرات وبفضل الله “هُدهدنا” يأتينا بالمعلومات ونستهدفها بـ “الطيور الصافات”.
جبهة لبنان المسانِدة لغزة
من ناحية أخرى، لفت السيد نصر الله “إلى أن جبهة لبنان المساندة تواصل عملياتها وتُلحق الخسائر البشرية والمادية والمعنوية والنفسية بالعدو”، مبينًا “أن من أوضح الأدلة على قوة تأثير جبهة لبنان، هو الصراخ الذي نسمعه من قادة العدوّ ومستوطنيه”، مؤكدًا “أنه لو كان ما يحصل في جبهة الجنوب من دون تأثير لما سمعنا صراخهم وعويلهم”.
وأوضح “أنه منذ بداية المعركة في جبهة لبنان لإسناد غزّة، عملت ماكينة إعلامية ضخمة على تبخيس إنجازات وتضحيات الجبهة الجنوبية وجبهات الإسناد”، لافتًا الى “أنه بحسب قادة العدوّ جبهة لبنان أشغلت أكثر من 100 ألف جنديّ في قوات العدوّ وعدة فرق ولولاها لكانت قد توافرت القوات الكافية لهزيمة غزّة”.
وتابع السيد نصر الله قائلًا: “أن جبهة لبنان حجبت قوات العدوّ عن المشاركة في غزّة وجزء منها قوات نخبة، لأن هناك خوفا لدى العدوّ من دخول المقاومة إلى الجليل، الأمر الذي يبقى مطروحا في حال تطوّر المواجهة”، مضيفا “أن الاحتلال يخفي خسائره في جبهة الشمال كيلا يتعرض لمزيد من الضغوط.”
وأوضح “أن جبهة لبنان إلى جانب استنزاف العدوّ هجّرت عشرات الآلاف من المستوطنين إضافة إلى خسائر اقتصادية وسياحية، حتّى بات هناك للمرة الأولى حزام أمني شمال فلسطين المحتلة”، مؤكدًا “أن صورة العدوّ عسكريًا أمنيًا ردعيًا انهارت ويبدو جيشه مهزومًا منهارًا تعبًا ومنهكًا”.
مجريات المعركة في الجنوب
وأوضح “أنه لا يوجد حدود عليها تقنيات إلكترونية وفنية كالتي على الحدود مع لبنان وغزّة، ولذلك خلال 4 أشهر عملت المقاومة في لبنان على إعماء العدوّ وإغلاق أذانه وبات بمقدورنا ضرب قاعدة “ميرون” ساعة نشاء”، مشددا “على أن كلّ ما تصل إليه أيدينا لن نوفره ولدينا كم كبير جدًا جدًا من المعلومات وما نُشر أمس الاول هو وقت منتخب من دقائق من حيفا بينما المُسيّرة حلَّقت لساعات”.
وبيّن “أن البعض في كيان العدوّ قال إن حزب الله لديه “جواسيس” في حيفا ليحصل على المشاهد ولكن ماذا سيقولون عندما تنشر المقاومة لاحقًا حلقات من المدينة الثانية والثالثة والرابعة”، مؤكدًا “أن لدى المقاومة في لبنان ساعات طويلة عن تصوير حيفا وجوار حيفا وما قبل حيفا وما بعد ما بعد حيفا”، ومشددًا “على أن مقاومتنا تقاتل وفق رؤية ومعلومات”.
وتابع السيد نصر الله قائلًا: “قاتلنا بجزء من سلاحنا حتّى الآن وحصلنا على أسلحة جديدة ستظهر في الميدان وطورنا أسلحتنا واستخدمنا أسلحة جديدة في هذه المعركة ولدينا عدد كبير وفير من المُسيّرات لأننا نصنعها”، مؤكدًا “أن لدينا القدرة البشرية الكافية والمتحفّزة ونحن نعاني مع الإخوان الذين يريديون الالتحاق بالجبهات ونحن نمنعهم وفقَا لما تحتاج اليه الجبهة”.
هذا، وأوضح “أن قادة حركات مقاومة في المنطقة اتصلوا بنا قالوا نريد أن نرسل مقاتلين قلنا لهم إن ما لدينا يكفي لا بل يزيد بالنسبة للمعركة”، مؤكدًا “أن عدد المقاتلين في المقاومة تجاوز الـ100 ألف مقاتل بكثير”، ومشددًا “ان في لبنان لدينا فوق حاجة الجبهة حتّى في أسوأ ظروف الحرب”.
وعن البيئة الحاضنة للمقاومة، قال السيد نصر الله “أن البيئة الحاضنة هي من أهم عناصر القوّة في تجربة المقاومة، وهي بيئة صامدة وصابرة قدّمت بيوتها وأموالها وأرزاقها خلال المعركة”، لافتًا “إلى أن هذه البيئة ما زالت صامدة وهي مدعاة للافتخار والاعتزاز.”
تهديد الاحتلال بالحرب الشاملة
وتطرق السيد نصر الله إلى التهديد الصهيوني بالحرب الشاملة على لبنان، وقال: “التهديد بالحرب على مدى 8 أشهر لا يخيفنا وهناك أناسٌ يقيّمون هذا الاحتمال على أنه جدي، نحن كمقاومة حضّرنا أنفسنا لأسوأ الأيام والعدو يعلم ما ينتظره ولذلك بقي مرتدعًا”، مضيفا “العدوّ يعلم أنه لن يبقى مكان في الكيان سالمًا من صواريخنا ومُسيّراتنا وليس عشوائيًا ولدينا بنك أهداف حقيقي وكبير ولدينا القدرة على الوصول الى هذه الأهداف بما يزعزع أُسس الكيان” ولافتًا “إلى أن العدوّ يعرف أيضًا أن ما ينتظره في البحر المتوسط كبير جدًا وكلّ سواحله وبواخره وسفنه ستُستهدف”.
وبيّن “أن العدوّ يعلم أنه ليس قادرًا على الدفاع عن كيانه والدليل عملية الوعد الصادق من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران ورغم الدعم الدولي وصلت الصواريخ والمسيرات إلى الكيان، فكيف إذا كانت المعركة معنا على بُعد كيلومترات”، موضحا “أن العدوّ يعلم أنّه عليه أن ينتظرنا برًا وبحرًا وجوًا وإذا فُرضت الحرب على لبنان، فإن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا أسقف”.
المناورات الصهيونية في قبرص
هذا، وتطرق السيد نصر الله الى المناورات الصهيونية في قبرص، وقال: “ألفت نظر الحكومة القبرصية الى أن لدينا معلومات بأن جيش العدوّ يُجري مناورات استعدادًا لحرب لبنان هناك ومطارات قبرص مفتوحة للطائرات “”الإسرائيلية”” وبكلمة واحدة أقول إن على الحكومة القبرصية أن تحذر”، مؤكدًا “أن فتح المطارات للعدو لضرب لبنان يعني أن قبرص جزء من الحرب وسنتعاطى معها على أنها جزء من الحرب”.
اليمن والفشل الأميركي والبريطاني
كذلك تطرق السيد نصر الله إلى ما يحصل في اليمن وما يقوم به الاخوة اليمنيون، وقال: “بعد 8 أشهر من المعركة يتحدث العدوّ عن الفشل الأميركي والبريطاني في منع المجاهدين المقاومين اليمنيين من حماية السُفن المُتجهة إلى الكيان، مؤكدًا أن هذا فشل استراتيجي لأكبر أسطولين في العالم”، مضيفا “أن العدوّ بسبب عدم قدرته على المواجهة في جبهات متعددة تكفلت أميركا وبريطانيا بجبهة اليمن التي أظهرت فشل واشنطن ولندن في وقف العمليات وعجز العدوّ عن مواجهتها.”
خسائر هائلة للعدو في غزة ورفح
وفي ما يتعلّق بمقاومة قطاع غزة ورفح، قال السيد نصر الله: “القتال الأسطوري في غزّة والخسائر التي لحقت بالعدو رغم أن وجود عدة فرق من جيشه هناك، ورغم القصف عجز عن إنهاء معركة رفح المحاصرة وفشل أمام صمود المقاومة”، لافتا “إلى أن العدوّ يزعم قضاءه على 20 كتيبة من حركة حماس وبقي 4 كتائب في رفح يعمل للقضاء عليها وهذا كذبٌ يُظهر هشاشة العدوّ الذي يلهث لتقديم نصر وهمي لمستوطنيه.”
وأكد “أن هناك خسائر هائلة لحقت بكيان العدوّ بشريا واستراتيجيا، ولن يستطيع إخفاء الأمر في نهاية المطاف. فهناك 8636 معوّقا وفق إحصاءات رسمية فكم عدد القتلى والجرحى؟
على العدوّ أن يخاف
وختم الأمين العام لحزب الله كلمته قائلًا: “لمن يهول علينا بالحرب لدي قناعة أن أميركا خائفة على كيان العدوّ، وعلى العدوّ أن يخاف أيضا، أما نحن فسنواصل تضامننا وإسنادنا لغزّة وسنكون جاهزين وحاضرين لكل الاحتمالات، ولن يوقفنا شيء عن أداء واجبنا ، والحل بسيط هو بوقف الحرب في غزّة وعلى أهلنا في غزّة”، مضيفا “الذي يجب أن يخاف في ظل المعطيات الراهنة هو العدو. اما الحل فهو واضح، وقف النار في اليمن والعراق ولبنان حلّه، وقف النار في غزة وفق الشروط الملائمة للمقاومة الفلسطينية”.
كما توجه السيد نصرالله بالقول لعوائل الشهداء والنازحين والصامدين: “إن هذه المعركة ستصنع وجه المنطقة وأشرف معركة من العام 1948 وهذه الجبهة تسير بخطى حثيثة نحو النصر وقيادة العدو بحماقتها نحو الزوال”.
**