كان من المتوقع بعد الإعلان عن تحرير أربعة أسرى “إسرائيليين” في مجزرة النصيرات، أن يُعطى للمسؤولين الصهاينة، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو، جرعة أوكسيجين ليَخرجوا أمام الرأي العام “الإسرائيلي” مُقدِّمين لهم هذا “الإنجاز”، بعد دخول الحرب شهرها التاسع من تراكم الفشل “الإسرائيلي” في تحقيق الأهداف التي أعلنها وتحديداً في ملف الأسرى، مما أدى الى انقسام الرأي العام الداخلي على إدارة نتنياهو، بعد أن كان يحصد إجماعاً في بدايتها…
لم ينجح الصهاينة في الترويج لعملية تحرير الأسرى الأربعة من النواحي كافة، وبخاصة أنها عملية تكتيكية لا تُحدِث تغييراً استراتيجياً، عدا أنها كانت مكلفة أخلاقياً وتؤثر في صورة “إسرائيل” ، باعتبار أن أحد أهداف الحرب ترميمها، لكن بعد فقد سيطرتها عليها وعدم قدرتها على محو مجازرها المروّعة بحق أهل غزة، وجدت نفسها مكشوفة عالمياً. أما من ناحية أخرى فتُعتبر عملية عسكرية فاشلة نسبة لكلفتها العالية: تحرير بعض الأسرى وقتل البعض الآخر وارتكاب مجزرة مروّعة بالفلسطينيين.
ففي أولى ردات الفعل، ارتفعت الأصوات في الداخل “الإسرائيلي” من أجل إعادة الأسرى بالتفاوض والاتفاق، واستَكمل كل مِن بيني غانتس وغادي آيزنكوت المهلة المعطاة لنتنياهو لإعلان خطة اليوم التالي ولم يَستجب، فأعلنا استقالتهما من مجلس الحرب، بخطوة لها تأثير سياسي ومعنوي وليس فعلياً ، بمعنى لا تؤثر في مصير الحكومة، إلا أنها تفقد الثقل الوازن في القرارات، وتؤثر سلباً في إدارة الحرب كما في مشروعية الحكومة، وتزيد من عزلتها وأزمتها الخارجية، وتُحمِّل نتنياهو وفريقه مسؤولية وتكلفة هذه الحرب، بعد أن كان يستخدم مجلس الحرب لتوزيع المسؤوليات، عدا انعكاسها على الشارع واحتمال حدوث تصعيد وتحرُّك واسع.