فيما تنشط المساعي السياسية والديبلوماسية وتعمل محركات المفاوضات بأقصى قوتها للوصول إلى تسوية او هدنة في غزة تؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم، انشغلت الساحة المحلية بعجقة اللقاءات والاتصالات والمبادرات التي هبّت مرّة واحدة بدفع قطري ومباركة «خماسية»، لكن حتى الساعة يبدو أنّها لا تزال «طبخة بحص» ولو انّها أعطت الانطباع بأنّها تفكّك الالغام الأخيرة من طريق التشاور او الحوار…
واكّد مصدر سياسي رفيع لـ«الجمهورية»، انّ حركة بعض الكتل السياسية انطلقت اما من «حطة أيد» مع مسعى المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية، وأما من شعور بالخمول السياسي في البيت الداخلي، فكان القرار بإعادة تشغيل الماكينات وإجراء نوع من «الروداج» موجّه الى الأنصار أولًا قبل القوى السياسية الأخرى، حتى انّ بعض التصريحات تُطلق بشعبوية وبإدراك مسبق انّه لم يحن الوقت بعد للانتخاب الرئاسي، وانّ اللعب في الوقت الضائع لا يزال المتاح حالياً…
واكّد المصدر نفسه، انّ الدينامية التي اطلقها حراك رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل نتيجتها «صفر» طالما انّ هناك طرفاً يرفض الحوار، وانّ رئيس مجلس النواب نبيه بري لن يذهب إلى حوار او آلية تشاور إلّا بمشاركة الجميع، اي حوار مع «كلن يعني كلن»، او لا حوار. اما موضوع «الخيار الثالث» الذي يتحدث عنه البعض فهو يُناقش في الإعلام فقط ولم يُطرح في المحادثات الجدّية. ونفى المصدر ان يكون «الثنائي الشيعي» قد لمح إلى القبول بهذا النقاش، لأنّ مرشحه لا يزال اولاً واخيراً رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، وبالتالي كلٌ يغني على «رؤياه» في البحث عن التسوية.
**