لم يتخذ حزب الله قرار إعلان الحرب على “اسرائيل” من خلال تصعيد الهجوم الذي يقوم به يومياً، فالمقاومة كانت وما زالت لا ترغب بحصول حرب واسعة لأسباب واعتبارات عديدة، منها ما يتعلق بأمور استراتيجية كالصراع بين محور المقاومة والعدو الاسرائيلي، ومنها ما يتعلق بشؤون داخلية لبنانية، وبالتالي فإن هذا القرار لم يتغير، فما هي بالتالي أسباب تصعيد حزب الله جنوباً؟
يتحدث “الإسرائيليون” كثيراً عن تصعيد حزب الله، ويطلب وزراء بحكومة العدو أن يتم التجاوب مع هذا التصعيد من خلال شنّ عمل عسكري كبير على لبنان، ولكن قد يكون الأصدق في هذا الشأن هو وزير المالية “الإسرائيلي” بتسلئيل سموتريتش الذي قال انّ “الجيش “الإسرائيلي” لا يريد خوض حرب في لبنان وهذا هو الواقع”، وفعلاً هذا هو الواقع لأن جيش الاحتلال غير قادر على شنّ حرب كبرى، والأسباب بجزء منها التصعيد الذي يقوم به حزب الله على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة.
تقول مصادر قريبة من المقاومة أن حزب الله لم يصعّد دون سبب، بل لطالما أكد أن تعامله مع الميدان ينطلق من تعامل العدو مع الميدان، وبالتالي فإن التصعيد كان رداً على التصعيد “الاسرائيلي” وليس العكس، وهذا هو السبب الأول للتصعيد جنوباً، ولكنه ليس السبب الوحيد.
– النقطة الاولى: أبلغ الجيش “الاسرائيلي” المستوى السياسي في “اسرائيل” أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار، بحال طُلب منه تنفيذ عملية عسكرية واسعة في لبنان وضع الجيش، الذي يخوض حرباً قاسية في غزة منذ 8 أشهر.
– النقطة الثانية: إبلاغه الحكومة بأنه يجب الأخذ بعين الاعتبار حجم الضرر الذي سيلحق بـ “اسرائيل” في الشمال وفي الداخل أيضاً، ولا يجب أن يكون ان يكون البحث منصباً على الضرر في لبنان.
هذه التقديرات العسكرية جاءت بسبب تصعيد عمليات حزب الله، فهذا التصعيد بحسب المصادر يدفع المسؤولين “الاسرائيليين” السياسيين للإكثار من التهديدات، ولكنه يدفع بالمقابل المسؤولين العسكريين الى التفكير أكثر بنتيجة أي تصعيد للحرب على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
اما السبب الآخر للتصعيد فالإجابة عنه كانت في لقاء طهران، الذي ضمّ قوى محور المقاومة على هامش تشييع الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي ومن قضى معه في حادث تحطم المروحية، إذ يومذاك اتخذ القرار بتصعيد العمل على كل جبهات المساندة للرد على الدخول “الاسرائيلي” الى رفح، ولأجل جرّ “الاسرائيلي” للموافقة على وقف الحرب.
المصدر:”الديار – محمد علوش”
**