يبدو الرئيس نبيه بري مطمئناً إلى مَسار المعركة السياسية التي يخوضها على جبهة الجنوب لضمان حقوق لبنان ومصالحه الاستراتيجية في مواجهة العدو الاسرائيلي.
والمفارقة انّ هذه المعركة على صعوبتها ودقتها تكاد تكون أسهل من تعقيدات المأزق الرئاسي حيث يكثر اللاعبون المحليون والخارجيون وسط اجتهادات متضاربة في تفسير قواعد اللعبة!
ويؤكد بري انه «وبمجرد ان تتحقق التهدئة في قطاع غزة فهي ستسري تلقائيا على الجبهة الجنوبية، وفي اليوم التالي سيكون الموفد الأميركي آموس هوكشتاين هنا لاستكمال التفاوض حول مستقبل الوضع على الحدود مع فلسطين المحتلة».
ويكشف بري أنه كان قد قطع شوطا في التفاهم مع هوكشتاين على بعض الأسس التي سيستند إليها ايّ اتفاق نهائي، لا سيما بالنسبة الى ما يخص انسحاب العدو الإسرائيلي من النقاط الحدودية التي لا يزال يحتلها، داعياً «بعض المنظّرين إلى التمييز بين مسألة استعادة حقوقنا البرية وبين مسألة ترسيم الحدود التي هي خارج اي نقاش كونها مثبّتة ومنتهية».
ويؤكد بري انه يفاوض من موقع المتسلح بقوة الحق والميدان على حد سواء، مضيفا: لا يمكن أن نقبل بأن نهزم أنفسنا فيما نحن اقوياء، والحمدالله كل المؤشرات توحي بأن لبنان سيخرج من هذه المواجهة ويلفت بري الى انه سبق له أن نظّم في عين التينة جلسة مشاورات بين القوى السياسية قبل الذهاب إلى موتمر الدوحة عام 2008، وبالتالي توجد تجربة في هذا المجال.
ولكن بري يشدد في الوقت نفسه على أن هناك ثوابت لا يمكنه التساهل حيالها، «وهي ليست شكليات كما قد يتهيأ للبعض بل قواعد مؤسساتية»، مشيراً الى ان «المكان الطبيعي لأي تشاور هو مجلس النواب، والمجلس مؤسسة لها رئيس، والرئيس أيّاً يكن اسمه هو المعني بأن يترأس جلسة التشاور بين الكتل»، معتبراً انّ «هذا الحق ليس ملكا شخصيا لي حتى أتنازل عنه وإنما يرتبط بالموقع وصلاحياته».
وعن تعليقه على الإتهامات المتكررة التي يوجهها اليه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بأنه يتحمل مسؤولية تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، يجيب بري: لقد أصبح واضحاً بأن جعجع لا يريد الحوار ولا انتخاب رئيس للجمهورية، وذلك في محاولة منه للدفع نحو اعتماد الفيدرالية التي لم يتخلّ عنها، وللأسف لا يزال الرجل يقيم في «حالات حتماً».