كثير هو كلام الصالونات الذي يملأ الشغور المتسع، ولا حلول للأزمات المستعصية، من الاستحقاق الرئاسي المعلق على حبل “تزاحم” المبادرات الفرنسية والقطرية، الى الخطر المحدق على الجبهة الجنوبية المعلق على تواريخ وانذارات بالجملة، فيما الامن على “صوص ونقطة” الانفجار، في ظل القلق الناجم عن عودة حركة حماس لمقاومة “اسرائيل” من جنوب لبنان، والخشية من ان يشكل ذلك حاضنة لتنظيمات تكفيرية، تستغل اللحظة لتنفيذ مآربها والعبث بالامن اللبناني، وفقا لما يؤكده مسؤول استخباراتي غربي رفيع.
وفيما بقيت تطورات الجنوب وغزة، واستلحاقا ما يرتبط بهما من احداث على الساحة الداخلية، احتل المرشح الرئاسي سليمان فرنجية واجهة اخبار نهاية الاسبوع، من “الاستقبال الرئاسي” الذي حظي به من دارة الزعامة المتنية، بتسليم “عوني”، الى اطلالته التلفزيونية، التي ما بدلت في الواقع تبديلا.
مصادر سياسية مواكبة للملف الرئاسي ، توقفت عند سلسلة نقاط اساسية اوردها رئيس تيار المردة خلال اطلالته التلفزيونية، يمكن تلخيصها بالتالي:
– فريقه السياسي غير مستعد للتنازل عن المواصفات التي يجب توفرها في الرئيس العتيد.
-اشارته الى علاقته الايجابية مع مصر والسعودية، وواشنطن التي لا تضع “فيتو” عليه، ولكن ماذا عن الدوحة؟ وهل في موقفه هذا تاكيد على ان الاخيرة تقود معركة قائد الجيش، بعدما كان اكد انه وجوزاف عون المرشحان الجديان الوحيدان.
-انزعاجه على ما يبدو من دعوته الى تامين الميثاقية المسيحية، سواء بتامين غطاء التيار او القوات اللبنانية. وفي هذا الاطار بدا ايجابيا جدا تجاه معراب التي دعاها الى “شنغلت ايدو وننسى الماضي” والشغل سويا في حال وصل الى بعبدا. اما بالنسبة للتيار فقد غمز من قناة استعداده لتقديم “أي تطمينات ضمن الامكانيات ووفق الدستور والمسؤوليات”، كاشفا عن خطته “لتوريط” الجميع وجعلهم شركاء ومشاركين في السلطة.
المصادر المواكبة ادرجت كلام “المرشح” سليمان فرنجية في اطار التصعيد، الذي سبقه اليه رئيس مجلس النواب، عشية وصول الموفدين الفرنسي والقطري تباعا الى بيروت، لوضع الآلية التطبيقية لبيان خماسية باريس، حيث تشير اوساط الايليزيه الى ان لودريان سيحمل معه موصفات الرئيس العتيد، ناعية مهمة الوسيط الفرنسي قبل وصوله، استنادا الى كلام “الاستيذ”.
انطلاقا من هنا، يبدو وفق المصادر، ان وضعية المراوحة السلبية الرئاسية ستستمر في الداخل، بما ان رهان القوى السياسية المحلية قائم على ربط الاستحقاق بالتطورات الاقليمية، وسط “التشرط” على الدعوات الى التشاور والاتفاق، رغم ان المعركة حتى الساعة لم تتغير توازناتها، وهي القطبة المخفية الاساسية التي لم تنجح محاولات فكفكتها حتى الساعة، رغم كل المواعيد التي ضربت.
فهل يتكرر مشهد الجد مع الحفيد؟
المصدر:”الديار – ميشال نصر”
**