بالأمس كان هنا.. شاهداً على ثورة التوحيد العربي، وقامة عروبية، ورفيق درب ومسار… صاحب وقفات، ومكمن النبض، اشتياقه، ونزفه الصامت… ورحيله بعد حكاية نضال ليس كمثلها حكاية.
هكذا أختار غازي عبد الخالق ، الأمين في حزب التوحيد العربي أن يضمّه الأبد، وأن يجمع عُمره ويمشي بصمت نحو نومته الأخيرة.
بالأمس كان هنا… يملأ المكان كما القلب قبل أن يتخذ درب الرحيل تاركاً خلفه مواقد وحكايات وتجارب في سفر ثورتنا، ومعاني ودروساً من رحم تجربة حزبنا التغييري، حكاية ليس يطفئها غياب.
“ابا وائل” لقد رحلت عنا بالجسد لكنك باقٍ بمواقفك، بسِماتك ،بقناعاتك ،بظلك وبجدارة المسؤولية، حيث وقفت وانْ رحلت على غفلة دون وداع.
أنت نجماً جميلاً في الحضور والغياب. مناضلاً عنيداً وحضوراً ثقافياً، صميمياّ بحسّ نقدي مرهف، تغوص في قضايا هذا المشرق الخصيب… وسياقات الحياة العامة، وعن أزماتنا التي لا تنتهي.
افتقدك صديقا ورفيقا في حزب التوحيد العربي الذي آمنت به وأحببته حباً كبيراً وجعلته الأولوية في حياتك على حساب عملك وفي كثير من الأحيان على حساب عائلتك، وكنت مثالاً صادقاً في الالتزام والمناقبية، والدفاع عن القضايا العربية وفي طليعتها القضية الفلسطينية ،فباسمه أتوجه إلى كلّ الرفاق والرفيقات بمناسبة الذكرى السنوية لرحيلك داعياً إياهم إلى التجدّد والتمسك بالفكر التوحيدي العربي الذي شيّد مداميكه وأرسى أسسه الثابتة المؤسس الرئيس وئام وهاب منشداً من خلاله التغيير من أجل كرامة الإنسان ومنتفضاً على الكثير الكثير من أوجه الحياة في مجتمعك والعالم، الذي ظنّ الكثير من اصحاب الكهف أنها ثابتة، لا تموت ولا تتغيّر.
ناصعٌ غيابك أيها الأمين الراحل كما حضورك…وستظل بمسيرتك الحزبية كمن يرفع أسنة الرماح في كلّ الاستحقاقات بالحجة والحوار والنضال السياسي. وما ان يغيب حتى يخرج الناس يتفقدون الغياب.
**