لا تزال «اسرائيل» تدقق في خياراتها بما يتعلق بعملية رفح، التي أعدت لها العدة وقامت بأولى الخطوات باتجاهها بالسيطرة على المعبر هناك. الا ان الضغوط الدولية القصوى التي تمارس عليها منذ ذلك الوقت، وبالتحديد من قبل الأميركيين، تجعلها تعيد النظر في خوض هذه العملية دون غطاء، وبخاصة ان الموقف الاميركي الرافض لها مشابه لموقف فرنسي عبرت عنه باريس بوقت سابق، فيما قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون امس إنه لا يؤيد شن عملية في رفح، في غياب خطة لحماية مئات الآلاف من المدنيين الذين يلوذون بالمدينة الحدودية الجنوبية، معتبرا في الوقت عينه ان من شأن وقف مبيعات الأسلحة البريطانية إلى «إسرائيل» أن يزيد من قوة حركة حماس.
وقالت مصادر معنية بالملف لـ«الديار»: اننا لا نزال في مرحلة اعادة «اسرائيل» النظر بخططها لاجتياح آخر معاقل حماس، لافتة الى ان «رئيس الحكومة «الاسرائيلية» بنيامين نتنياهو كان يعتقد انه يستطيع جر الرئيس الاميركي جو بايدن ولو على مضض لدعمه الى هذه العملية، لكنه فوجىء باجراءات اميركية عملية تمثلت بوقف شحنات اسلحة اساسية». واضافت: «يعي نتنياهو ان اجتياح رفح اليوم سيعني مواجهة مع المجتمع الدولي وبخاصة مع الاميركيين، لذلك سيبقى يحاول اقناعهم بالعملية. بالمقابل، قدم الاميركيون للحكومة «الاسرائيلية» ورقة تتضمن مجموعة اقتراحات تشكل بديلا عن عملية الاجتياح، وتقول واشنطن انها قادرة على تحقيق النتائج نفسها، وتقوم بشكل اساسي على تفعيل عمليات اغتيال قادة حماس في غزة وعلى رأسهم يحيى السنوار، لاقتناع واشنطن ان ذلك سيشكل ضربة مدوية للحركة وكانتصار لنتنياهو تحفظ ماء وجهه».
من جهته، أشار وزير الخارجية المصري سامح شكري امس، الى ان مصر تحمّل «إسرائيل» مسؤولية إغلاق معبر رفح من الجانب الفلسطيني، متحدثا عن توافق دولي على رفض أي عملية عسكرية «إسرائيلية» في رفح الفلسطينية، لما ستخلفه من أضرار بالمدنيين. واضاف أن اتفاقية السلام مع «إسرائيل» بها آليات للتعامل مع المخالفات إن وجدت. وقال خلال مؤتمر صحافي مع وزير خارجية سلوفينيا تانيا فايون في القاهرة، أن مصر تعمل على احتواء الأزمة في غزة بالتوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين.
**