الأنظار مشدودة الى الميدان الفلسطيني، وما تحضّره إسرائيل لمدينة رفح، استكمالاً لحرب الإبادة التي تشنّها على قطاع غزة، والواضح انّ مسار الأمور، إن في اتجاه هدنة بناءً على تسوية ما لملف الأسرى الاسرائيليين لدى حركة «حماس»، او في اتجاه رفع وتيرة التصعيد الاسرائيلي، متوقف على ما ستفضي اليه جولة المفاوضات الجديدة في القاهرة.
على أنّ اللافت للانتباه في هذا السياق ما بدا أنّه سباق حثيث بين التصعيد الميداني، الذي تجلّى في الساعات الأخيرة في رفع اسرائيل لوتيرة اعتداءاتها على غزة ومدينة رفح، وكذلك على جبهة الحدود الجنوبية، وبين جهود التبريد، التي تقودها الولايات المتحدة الاميركية والضغوط الحثيثة التي تمارسها لبلوغ هدنة في قطاع غزة، تتقاطع كلّ التقديرات على أنّها ستنسحب تلقائياً على جبهة جنوب لبنان.
وإذا كان هذا الجو الملبّد بالتهديدات والاشتراطات والتحضيرات العسكريّة على خط الهدنة، يبقي كلّ الاحتمالات مفتوحة، الّا انّ قراءات المتابعين للحضور الاميركي المباشر والمكثّف على هذا الخط، تغلب احتمال بلوغ الهدنة على سواه، وفي القريب العاجل. وخصوصاً أنّ كل الاطراف في حاجة ملحّة اليها، والحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، باتت، باعتراف مستويات سياسية واعلامية في اسرائيل، بلا افق، وتراوح امام حائط مسدود، سواءً على جبهة غزة، او على جبهة الشمال مع لبنان، التي تجمع تقديرات المحللين والمعلّقين العسكريين الاسرائيليين وكذلك تقديرات كبريات الصحف العالمية على تجنّب ما يؤدي الى انهيار هذه الجبهة، والتأكيد على بلوغ حل سياسي يخرج جبهة جنوب لبنان من كونها مصدراً لخطر يتهدّد منطقة الشرق الاوسط برمتها بانفجار كبير.
**