إذا كان الملف الرئاسي في لبنان، واستقراره السياسي والأمني من أولويات الادارة الفرنسية، وفق ما اكّد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال لقائه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الّا انّ باريس حاولت في الأيام الأخيرة قيادة تحرّك واضح لفصل ملف الجنوب اللبناني عن الحرب الدائرة في غزة، ومحاولة تسويق حل سياسي مبني على الورقة الفرنسية التي قدّمها وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه.
وإذا كانت المعلومات من باريس تفيد بأنّ الطرح الفرنسي المتجدد، يلحظ بعض التعديلات، على ان تشهد الفترة المقبلة زيارة جديدة في إطارها، للموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، الّا انّ مصادر سياسية اكّدت لـ«الجمهورية» الرغبة الفرنسية في تبريد جبهة الجنوب اللبناني، وهي تتناغم بذلك مع الموقف الاميركي الذي يشدّ في هذا الاتجاه، (ثمة حديث عن زيارة وشيكة للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت)، إلّا انّ الرغبة لا تكفي، بل ينبغي ان تقترن بإجراءات ملموسة وجدّية تراعي مصلحة لبنان بالدرجة الأولى، وخصوصاً في الجانب المتصل بالقرار 1701 والخروقات الاسرائيلية على امتداد الحدود بدءاً من نقطة الـ«B1» حتى الجزء الشمالي لبلدة الغجر وتلال كفر شوبا ومزارع شبعا التي ينص عليها هذا القرار مرتين.
ولفتت المصادر الى انّه بمعزل عن مضمون الطرح الجديد وما إذا كان منسقاً بين الفرنسيين والاميركيين ام لا، وما اذا كان التعديل الجديد لحظ التطبيق الكامل والشامل للقرار 1701، وبت كل النقاط الخلافية، فهذا تطوّر نوعي إن حصل فعلاً. ولكن على الرغم من كل ذلك، فإنّ هذا الطرح لا يحاكي حلاً آنياً، بل ربما الغاية منه أن يشكّل تأسيساً لحل سياسي للمنطقة الجنوبية ما بعد انتهاء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة.
**