على جبهة الأمن الداخلي، طبول فوضى وفلتان تُقرع في كل أرجاء البلد، وتراكم المخاطر على حاضر البلد ومستقبله، وكل اللبنانيين صاروا مكشوفين بلا أمن ولا أمان، فقط خوف وقلق يجتاحان كلّ الأرجاء، وأما الدولة ففي منتهى الهشاشة، يستضعفها عجزها وشللها، وتستبيحها عصابات من كل الانواع. وكل ذلك يُضاف إلى الخطر الأكبر المتمثل بالنازحين السوريّين، الذين يقدّمون يومياً دلائل إضافية بأنّهم باتوا يشكّلون عبوة ناسفة لكلّ المجتمع اللبناني، ليس من حيث كثافتهم والعبء الكبير الذي يلقون به على هذا البلد الصغير فحسب، بل من حيث تزايد معدلات الجريمة على انواعها، والتي في غالبيتها، يرتكبها سوريون.
وكشف مصدر أمني لـ«الجمهورية»، أنّه لم يعد جائزاً الاختباء خلف الأصابع، فالاحتقان يتفاقم بشكل خطير في اماكن تواجد السوريين، ويجب تدارك الامر قبل فوات الأوان. وثمّة جرائم، وصدامات، وحوادث متفرقة تحصل في العديد من البلدات بين النازحين وأبناء تلك البلدات». وقال: «يومياً تحصل اعتداءات على لبنانيين، وكإجراءات احترازية قامت بعض البلديات ببعض الإجراءات في نطاقها، الّا انّها ليست كافية».
واكّد المصدر «انّ الحل الوحيد يتجلّى بإعادة النازحين الى سوريا، وما يجري لا يعفي الحكومة من مسؤولياتها في القيام بكل ما يمنع محاولات توطين النازحين في لبنان. والتوجّه فوراً، وبلا إبطاء، للتنسيق مع الحكومة السورية لإعادة النازحين بمعزل عن ايّ اعتبارات سياسية او غير سياسية، او ضغوطات دولية لإبقائهم في لبنان».
وقد كانت قد دخلت قضية خطف منسق حزب «القوات اللبنانية» في جبيل باسكال سليمان، منعطفاً جديداً بعد إماطة اللثام عن جريمة مروّعة ذهب ضحيتها المغدور على أيدي مجموعة من المجرمين. فيما وضعت مخابرات الجيش اللبناني يدها على هذه الجريمة وألقت القبض على مجموعة من السوريين المشاركين في عملية الخطف وتصفية المغدور.
في وقت بدأت التحقيقات تقترب من حقيقة ما جرى، مع إعلان الجيش اللبناني في بيان أمس عن تمكّن مخابرات الجيش من توقيف عدد من السوريين المشتبه بضلوعهم في عملية الخطف.
وبعد ساعات من عمليات البحث والتحقيق مع الموقوفين لدى مخابرات الجيش، اصدر الجيش بياناً قال فيه: «متابعة لموضوع المخطوف باسكال سليمان، تمكنت مديرية المخابرات في الجيش من توقيف معظم أعضاء العصابة المشاركين في عملية الخطف. وتبيّن خلال التحقيق معهم انّ المخطوف قُتل من قِبلهم أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، وانّهم نقلوا جثته الى سوريا. وتنسق قيادة الجيش مع السلطات السورية لتسليم الجثة، وتستكمل التحقيقات بإشراف النيابة العامة التمييزية».
وقوبلت الجريمة بموجة استنكار عارمة، فيما أُفيد عن انّ قائد الجيش العماد جوزف عون ووزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي سيزوران بكركي اليوم لإطلاع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي، على آخر التطورات الأمنية، ولاسيما ما يحوط بجريمة قتل سليمان.
**