أشار رئيس حزب التوحيد العربي في حديث عبر منصة “بالمباشر”، ضمن برنامج “باللبناني”، مع الإعلامي رواد ضاهر الى وجود فريقين أساسيين يلعبان في المنطقة: هما الأميركي والإيراني، والاثنان لهما مصلحة في الهدنة، لأن الإيراني أخذ القرار بالتصويت لبايدن، وهو لا يتصوّر حتى في المنام أن يأتي ترامب، وهذا القرار يجعل الإيراني يضغط باتجاه الهدنة أو عدم توسيع الحرب في المنطقة.
وأوضح أن “حزب الله” في لبنان لديه قدرات أكثر بكثير من التي يستعملها لأن هناك محاولة جدية أميركية إيرانية بمنع توسيع الحرب والوصول الى هدنة في غزة، لافتاً الى “مصلحة إيرانية بأن يتم التوصل الى إتفاق مع الديمقراطيين (بايدن)، بالمقابل هناك خوف إيراني من أن يأتي ترامب الى سدة الرئاسة الأميركية وهنا لا قيمة لأي إتفاق، لذلك لا أعرف ما هي الاستراتيجية المتوقعة هل هي الاستمرار في مناغشة الأميركي.
ورأى وهاب أننا ذاهبون باتجاه أشهر صعبة، معتبراً أن الإسرائيلي يدرك جيداً قدرة الحزب على التدمير، مؤكداً أن “ما يمنع الحرب في لبنان هو قرار السيد حسن نصرالله بحرصه على الساحة اللبنانية رغم أن قراره أخلاقي وسياسي وقومي وإسلامي بالمشاركة في مساندة غزة، ولكن لديه حرصاً على لبنان، هذا من جهة، ومن جهة ثانية الإسرائيلي لا يدرك حجم السلاح لدى “حزب الله” وقدرته ويحاول اختباره، وما قيام الإسرائيلي بعمليات خارج الخطوط الحمر إلا ليعرف قدرة الحزب الذي لن يكشف عن سلاحه إلا خلال المعركة الكبرى.
واعتبر وهاب أن أي هدنة في غزة ستخرج حماس وتقول أنها منتصرة، ما يعني هزيمة للإسرائيلي، ما ستنعكس سلباً على الإسرائيلي حيث يبدأ الزلزال الإسرائيلي الداخلي وأي هدنة حتى في جنوب لبنان وفق القواعد القائمة اليوم هي انتصار لـ “حزب الله”، ومجرد العودة الى ما قبل 7 أكتوبر في جنوب لبنان يعني أن الحزب انتصر، ومضيفاً “صحيح أنه حصل دمار في الجنوب وارتقى شهداء ولكن هذه المعركة ستؤدي الى انتصار الحزب في المواجهة، فهل تتحمّل “إسرائيل” انتصار الحزب وحماس؟، موضحاً أن تداعيات ذلك سيكون زلزالاً في “إسرائيل” سيبدأ بمحاكمة المسؤولين عن 7 أكتوبر والإخفاقات التي حصلت والمجتمع الإسرائيلي سيشتبك ببعضه البعض ما سيمهد الطريق ربما أمام الاستعداد لمعركة أخرى في ظروف أخرى مع الإسرائيلي لأن حماس رغم كبر الزلزال الذي أحدثته في 7 أكتوبر ولكن التوقيت في السياسة كان ربما في غير مكانه لأنه أتي خلال المفاوضات الأميركية الإيرانية ومن غير المسموح بتوسيع المعركة.
وإذ أكّد على أن المفاوضات الأميركية الإيرانية تتناول عدة ساحات، تمنى وهاب على الإيراني أن توصل هذه المباحثات الى وقف العدوان الأميركي على المنطقة وأن يوقف الأميركي العدوان والحصار على سوريا وتجويعها وأن ينسحب من سوريا، مشيراً الى أن المصري عاجز ولا دور له ومصر عبدالناصر انتهت ومصر “السيسي” “بزنس”، والمطلوب من السعودية أن تلعب هذا الدور العربي لأنها الوحيدة القادرة على لعب هذا الدور، ويجب أن تعيد العلاقات مع سوريا والعراق وتنفتح باتجاه المغرب العربي وأن تعود الى الساحة اللبنانية لأنها الوحيدة القادرة على إحداث هذا النهوض العربي، لافتاً الى الدور القطري الكبير في الموضوع اللبناني، موضحاً أن قطر هي الوحيدة المهتمة بالساحة اللبنانية، وهي قادرة ومهتمة وتتحرك وتدرس لعبتها وتحركها بشكل جيد، متمنياً لأن يصلوا الى مكان ما في الملف اللبناني وهي قادرة على ذلك وهي حضرت رزمة استثمارات تفيد لبنان، في المقابل رأى وهاب أن الإمارات غير مهتمة بالوضع اللبناني على عكس اهتمامها بالوضع السوري، ولكن على الأميركي أن يخفف من قبضته، لافتاً الى الدور الشجاع للإماراتي في سوريا والانفتاح على سوريا ولكن من دون قرار أميركي يبقى دورها محدوداً في النهاية.
وأكّد وهاب على أن عودة العرب الى سوريا أكثر من ضرورية، لأنه على العرب أن يدركوا بأن لا قيامة لهم دون العودة الى سوريا وتقويتها وفك الحصار عنها وعن شعبها، لافتاً الى الجريمة التي يرتكبها الأميركي والأوروبي منذ 15 عاماً بقتل وتهجير وتجويع شعب بكامله.
وتمنى رئيس حزب التوحيد العربي على إيران أن تحفظ كل حلفائها في المفاوضات موضحاً أن سوريا دفعت الثمن عن كل المحور، كاشفاً أن الحرب على سوريا لم تُشنّ صدفة بل أن الحرب على سوريا كانت قصاصاً لموقف سوريا، لذلك يجب أن تكون سوريا في صلب أي مفاوضات، مطالباً بأن يكون الإنسحاب الأميركي من سوريا شرطاً وكذلك الأمر بالنسبة لوقف العدوان الإسرائيلي ويجب ربط ملفات المنطقة كلها ببعضها البعض وليس فقط أن يتم التفاوض على بقعة معينة مطالباً أن يكون التفاوض “package” كاملة وليس عالقطعة.
ولبنانياً كشف وهاب عن أن لبنان كاد أن يسقط تحت ضغط النزوح السوري لو لم تحصل معركة غزة التي أجّلت ذلك، معتبراً أن مَن يحمي لبنان من العدوان هو قوة “حزب الله”، وتطبيق قرار 1701 كما كان هو انتصار للحزب وتعديله بالاتجاه الذي يطالب فيه الإسرائيلي سيصبح هناك حديث آخر عندها لا يمكن التحدث عن انتصار ولكن تطبيقه كما كان سابقاً انتصار للحزب، معتبراً أن الحرب ستتوسع بنسبة 80%، وهذا هو الخيار الإسرائيلي.
وأضاف وهاب: “أثق بالسيد حسن نصرالله وبالقرارات التي يأخذها وهو يراها من جانب آخر مغاير لنا ومن نظرة أوسع من نظرتنا، موضحاً أن لولا تدخل الحزب في المعركة كانت الفتنة السنية الشيعية توسّعت أكثر لافتاً الى تعاطف السُنّة مع الحزب لأنه أخذ هذا القرار”.
وتابع: اللعبة اليوم في لبنان يقوم بها السني والشيعي والمسيحيين والدروز أصبحوا اليوم خارج هذه اللعبة بالرغم من أنهما مكونان أساسيان في الكيان اللبناني، لذلك تجرّأ الرئيس ميقاتي بإطاحة كل الموقف المسيحي.
وفي الملف الرئاسي أكّد وهاب أنه إذا حدثت هدنة طويلة ستمر إنتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان، لافتاً الى وجود خيارين جوزف عون وسليمان فرنجية ومن الواضح أن عون أصبح خارج التداول ومحور سليمان فرنجية يعتبر أن هذا هو الحد الأقصى له دون توافق جبران باسيل، لافتاً الى أن إقناع باسيل أصبح من المستحيل، وهنا أصبح من الضرورة الذهاب الى الخيار الثالث رغم أن فرنجية هو الأقدر على التحاور مع كل الأطراف في البلد والأقدر على إرضاء كل الناس في البلد وقادر على القيام بفترة استقرار في البلد لمدة ست سنوات وقادر على تحقيق الإنماء الاقتصادي، والخيار الثالث يتمحور حول الياس البيسري أو جورج خوري.
وحتم وهاب حديثه بالقول: هذه السنة هي الأخطر في المنطقة، هي سنة تغيير الحدود وتغيير توازن القوى وسنة إنهاء المراوحة التي سادت سنوات طويلة ولا أجوبة في الأفق قبل حلول العام المقبل.