تتموضع مكوّنات سياسيّة لا مثيل لها في أي دولة في العالم، حتى في الدول المصنّفة متخلّفة. مكونات رافضة لبعضها البعض، لا بل معادية لبعضها البعض، تندفع بين حين وآخر الى سجالات ومناوشات واتهامات وتجريح وتخوين وتشكيك بالوطنية والانتماء، كثيراً ما تتّسم هذه الاشتباكات بالحدّة والصراخ. الاّ أنّ ذلك لا يغيّر في حقيقة انّها سجالات فارغة، حول امور وملفات لا تستطيع هذه المكونات ان تقرّر في ايّ منها.
فالملف الرئاسي، وفق ما يقول مسؤول كبير لـ”الجمهورية: “صار ميؤوساً منه.. إننا كمن يخدع نفسه عندما نحاول أن نقنع أنفسنا بأنّ الحراكات والوساطات ستؤدّي الى توافق على رئيس للجمهورية”.
اضاف: “يجب أن نرى الصّورة كما هي. فالأمر منتهٍ منذ بدايته، هناك في الداخل من لا يريد رئيساً للجمهورية، ويصرّ على ترشيحات خلافية، ويرفض التوافق عليها او على خيارات رئاسية غيرها. وفي المقابل، فإنّ اصدقاء لبنان في دول الخارج الذين يستعجلون انتخاب رئيس الجمهورية، يتجنّبون بدورهم، او بمعنى أدقّ يرفضون في الوقت نفسه، ممارسة ايّ ضغوط على أصدقائهم في لبنان لكي يتوافقوا ويلبّوا الدعوات المتكرّرة الى التعجيل في انتخاب الرئيس، وفي اللقاءات مع الموفدين الأجانب، كان التأكيد عليهم اكثر من مرّة لبذل جهودهم مع حلفائهم المباشرين وإقناعهم بجدوى التوافق وضرورته، وحتى الآن لم نلمس شيئاً من هذا القبيل”.
وقالت مصادر في “كتلة التنمية والتحرير” لـ”الجمهورية”: “انّ بلوغ انتخابات رئاسة الجمهورية يوجب سلوك خط مستقيم يبدأ بالحوار والنقاش وينتهي بالتوافق. هذا هو المعبر الإلزامي للحل الرئاسي. وضمن هذا المسار فقط يمكن القول إنّ في الإمكان انتخاب الرئيس، ودون ذلك سنبقى ندور في الدوامة ذاتها. وامر طبيعي جداً أن يقود رئيس مجلس النواب هذا الحوار، والمعارك الجانبيّة التي يحاول بعض الاطراف افتعالها على هذا الامر لا تعدو اكثر من تأكيد متجدّد من قِبلها على رفض انتخاب رئيس الجمهورية، وبالتالي ابقاء الوضع على ما هو عليه من خلل وشواذ”.
**