في العام ١٩٢٢ أُخرجت ايران من عضوية لجنة الامم المتحدة المعنية بوضع المرأة، بسبب المزاعم حول تقويض حقوق الانسان للنساء والفتيات على خلفية حادثة موت مهسا اميني، وتحركت واشنطن وباريس ولندن ومعظم الدول والهيئات منددين بالجريمة، وُشنت على ايران حرب عالمية . كما تحركت وسائل الاعلام مطالبة بمحاسبة طهران وعزلها على خلفية ادعاءات عن موت مهسا اميني تحت التعذيب، بسبب رفض ارتدائها الحجاب دون الاستناد الى اية وقائع او ادلة حسية وملموسة، وتم اخراج ايران بالاستناد الى تقارير اعلامية اعدها معارضون يعيشون في واشنطن واوروبا، بينما مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة سجل بالوثائق وعلى الارض ما فعله الاحتلال بالنساء الفلسطينيات، ورغم ذلك تحاول القوى الكبرى طمس هذه الحقائق والتصدي للمطالبات بطرد “اسرائيل” من الجمعية الاممية المعنية بشؤون النساء.
“اسرائيل” وحسب التقارير الاعلامية والاممية وكل المتابعين لحرب الابادة على غزة، تنفذ منذ ٧ تشرين الاول وما قبله، وتحديدا منذ العام ١٩٤٨، ابشع انواع الممارسات بحق النساء الفلسطينيات، من عمليات قتل وتشريد واغتصاب وتنكيل جسدي، وفصل الامهات عن ابنائهن حتى الرضع، وحرمانهم من ابسط الحقوق، واعتقالهن في ظروف صعبة، ويقوم جيش العدو الاسرائيلي بهذه الممارسات على مرأى من العالم اجمع .
هذه الممارسات تفرض طرد “اسرائيل” من عضوية لجنة الامم المتحدة المعنية بوضع المرأة، ولا بد لكل الدول الداعمة للقضية الفلسطينية على امتداد الكرة الارضية وتحديدا الدول العربية، من العمل على طرد “اسرائيل” من المنظمة في اجتماعها القادم في مركز الجمعية العامة للامم المتحدة بمناسبة يوم المرأة العالمي ما بين ١١ آذار و٢٠ منه، ولا بد من استغلال الاجتماع لطرح مشروع قرار طرد “اسرائيل”، وتعريتها امام العالم وكشف ممارساتها ضد المراة الفلسطينية، وتقديم الوثائق والصور من اجل خلق رأي عام عالمي مساند للمرأة الفلسطينية وصمودها في وجه الاحتلال.
والسؤال، هل يعقل طرد ايران بسبب مهسا اميني، بينما “اسرائيل” تمارس ابشع انواع الاجرام دون محاسبتها ؟ علما ان طردها هو من ابسط الاجراءات ردا على ما تقوم به ضد النساء الفلسطينيات.
وتشير تقارير الامم المتحدة الى ان ما يقدر بنحو ٩ آلاف امراة فلسطينية قتلن خلال حرب غزة، وهذا الرقم اقل من الواقع، لان مئات النساء ما زلن تحت الانقاض . وتؤكد التقارير ان ٦٣ امراة يقتلن في اليوم بينهن ٣٧ اماً، مما يترك اسرهن مدمرات ويفتقد اطفالهن للحماية، اضافة الى فقدان النساء الفلسطينيات لابسط انواع الرعاية على كل المستويات . وإذا لا يتم وقف فوري لاطلاق النار لاسباب انسانية، سوف يموت الكثير من النساء في الايام القادمة . فاين العالم من المجازر الاسرائيلية بحق نساء غزة في اليوم العالمي للمرأة؟
الخبراء المعنيون من قبل مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، تحدثوا بصراحة عن ارتكابات جنود الاحتلال لانتهاكات جنسية ضد النساء والفتيات في قطاع غزة، وهذه التقارير الاممية ذات واقعية ومصداقية عالية، خصوصا انها مبنية على شهادات موثقة للعديد من عمليات الاعتداءات التي حصلت، ولا بد للمنظمات الدولية والعربية من كشف حقيقة هذا العدو وممارساته الاجرامية واللاانسانية واللااخلاقية، كون هذه الجرائم تضاف الى سجل عمليات الابادة الجماعية للعدو، التي يتفق كل المجتمع الدولي اليوم بمؤسساته الحقوقية والقضائية، على ان الكيان الصهيوني ضالع ومتورط فيها الى ابعد الحدود .
المصدر:”الديار – رضوان الذيب”
**