واجه الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي الموفد الاميركي هوكشتاين بموقف لبناني رسمي صلب وحاسم : المدخل للحل في الجنوب يبدا بوقف اطلاق النار في غزة اولا، هذا هو المسار للتهدئة ودون ذلك ستبقى الحرب مفتوحة مهما بلغت النصائح الاميركية والتهديدات العربية والاوروبية، هذا الرد الرسمي على مقترحات هوكشتاين يعده الرئيس بري بالتنسيق مع ميقاتي لتسليمه الى مساعد هوكشتاين المقيم في بيروت حتى اشعار اخر.
وحسب المتابعين لجولة هوكشتاين، لم تحمل جديدا، وزيارته لزوم ما لايلزم، ولم يطلق اية تهديدات داخل الاجتماعات، ولم يحذر من عملية عسكرية اسرائيلية واسعة، بل على العكس سمع من بري وجنبلاط انتقادات عنيفة للسياسات الاميركية من الحرب على غزة وتغطية الجرائم الاسرائيلية.
وحسب المتابعين، فان زيارة هوكشتاين، كانت محكومة بقلق ادارته الديموقراطية من نتائج الانتخابات الاميركية التمهيدية في ميشغن وعدد من الولايات، بعد ان لبى اللبنانيون وتحديدا ابناء الطائفة الشيعية وعموم اللبنانيين والجاليات العربية والمسلمة والمتعاطفين الاميركيين مع غزة ومعظمهم من الشباب نداء حركة ” انصتوا الى ميشغن ” ووصل عدد المحتجين على سياسات بايدن الى ١٣ بالماية من اصوات الناخبين، ولايمكن لاي مرشح ديموقراطي خسارة ميشغن، وعلى بايدن ان يخلع نتنياهو اذا كان يريد ان يبقى رئيسا، هذه المعادلة ياخذها الديموقراطيون في حساباتهم ولذلك تمسك هوكشتاين ” بالعصا والجزرة في زيارته الى بيروت، ” فتارة يهدد بفلتان الامور وتنفيذ اسرائيل عملية شاملة وتارة اخرى يؤكد على نجاح التهدئة والتنويه بضبط الاعصاب من قبل حزب الله. وعلم من ابناء الجالية اللبنانية في ميشغن، ان عددا من النشطاء اللبنانيين في الولاية جرى التحقيق معهم، والبعض الاخر استقبلوا في البيت الابيض وتم ترتيب لقاءات لهم مع مسؤولين اميركيين، وقدم النشطاء اللبنانيون تقريرا مفصلا مدعوما بالوثائق والصور عن الخروقات الاسرائيلية وحجم الدمار في الجنوب ومعاناة غزة، كما تعرض بعض النشطاء لمضايقات من المتطرفين الاميركيين واليهود، علما ان الصوت العربي والمسلم دائما ما يكون حاسما في ولايات ميشغن، واوهايو، وبنسلفايا، واريزونا، ويصل الفارق بين الجمهوريين والديموقراطيين الى عشرات الاصوات فقط في هذه الولايات.
ولذلك وحسب المعلومات المؤكدة، فان الاحاديث عن ضربة اسرائيلية للبنان وتوسيع دائرة الحرب ” صناعة لبنانية” ورغبات محلية، فاسرائيل المنهكة في غزة لاتستطيع خوض حرب في جنوب لبنان ضد حزب الله القادر على التدمير وتهجير الاسرائيليين من جميع المستوطنات في شمال فلسطين، واسرائيل تعرف ذلك، اما الاحاديث ايضا عن تعزيزات اسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة لاتستند الى اية وقائع، وما زال انتشار الجيش الاسرائيلي دفاعيا والقوات التي انسحبت من غزة اعطيت اجازات مفتوحة ولم ينقل اي جندي الى جنوب لبنان.
المدر: “الديار – رضوان الذيب”
**