فضّل مصدر سياسي مطلع على النقاشات مع هوكشتاين، عدم الغوص في تفاصيل ما جرى بحثه، او الكشف عن مضمون ورقة التسوية التي قدّمها الوسيط الاميركي، وابلغ إلى «الجمهورية» قوله: «أي حديث عن تفاؤل سابق لأوانه، ولا نقول ايضاً اننا متشائمون، ولكن ما يمكن قوله هو أنّ ورقة التسوية المطروحة قاصرة، ولا نستطيع أن نقول بأنّه في الإمكان أنْ يبنى عليه لبلوغ الحل الذي نتوخاه، وسيتمّ الردّ عليها بصورة رسمية في وقت ليس بعيداً».
ورداً على سؤال، قال المصدر عينه: «اننا ندرك تماماً أنّ التسوية بالشكل الذي يطرحه هوكشتاين تلبّي في جوهرها ما تطالب به اسرائيل، ولا تستجيب بشكل كامل لما يطالب به لبنان. فالعلامة الايجابية فيها، والتي هي الوحيدة التي استخلصناها، هي ما يتصل بحسم النقاط الخلافية على الخط الازرق، فيما تؤجّل البت بمصير مزارع وتلال كفر شوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر الى مرحلة لاحقة. وتشدّد ايضاً على تطبيق القرار 1701 من الجانب اللبناني حصراً، بما يعني خلو منطقة عمله من المسلحين والمظاهر المسلحة غير الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل»، دون أن تلحظ أيّ إجراءات في الجانب الاسرائيلي او ضمانات بعدم استمرار اسرائيل بخرقها لهذا القرار ووقف اعتداءاتها على لبنان».
وإذ اكّد المصدر عينه انّه «لا يمكن السير بتسوية منقوصة، او تسوية تراعي المصلحة الاسرائيلية، وتخلق واقعاً مطمئناً لها على حساب لبنان»، لفت إلى انّ الردّ اللبناني على ورقة هوكشتاين، سيتضّمن التأكيد على الثوابت اللبنانية التي سبق وعبّرت عنها كل المستويات السياسية، وخلاصتها: اولاً، عودة المهجّرين اللبنانيين الى بلداتهم في الجنوب. ثانياً، الالتزام الكامل بالقرار 1701 ونشر الجيش في منطقة عمله وتوفير الدعم الكامل له للقيام بهذه المهمّة الى جانب قوات «اليونيفيل». ثالثاً، انّ لبنان لا يريد الحرب، ولا يسعى اليها. وحقه مشروع في الدفاع عن ارضه ومقاومة اي عدوان عليه من قِبل اسرائيل. رابعاً، إلزام اسرائيل بتطبيق القرار 1701 ومنعها من خرقه وردعها عن القيام بأي عدوان على لبنان. خامساً، إلزام اسرائيل بالانسحاب الكامل من الاراضي اللبنانية التي تحتلها بدءاً من نقطة الـ«b1» والنقاط الخلافية الـ«13» على الخط الازرق (حسمت منها خمس او ست نقاط) وصولاً الى الجزء الشمالي من بلدة الغجر وتلال كفر شوبا ومزارع شبعا».
**