في جَوجلة لـ»الجمهورية» حول انطباعات زوّار الرئيس سعد الحريري من كتل نيابية وقوى حزبية وشخصيات سياسية مختلفة زارته في «بيت الوسط»، خرج الجميع بانطباع واحد مفاده انّ الرجل متمسّك بقراره تعليق العمل السياسي. لكنّ الخلاصات والاستنتاجات تعددت. وبحسب ما قال الزوّار لـ»الجمهورية» انّ «استنتاجاتهم تُفيد انّ الحريري يرى انّ ظروف عودته الى العمل السياسي اليومي لم تنضج بعد، وان المناخ القائم في لبنان والمنطقة لا يسمح بالمغامرة والعودة الى العمل السياسي في بلد منهار كُلّياً بل لا حياة فيه فعلياً، خصوصاً لجهة غياب الدولة واضمحلالها، ما يدفعه الى البقاء خارج اللعبة السياسية اليومية لأنه لن يتمكن من إنتاج ما يفيد البلد».
وأكد الحريري لزوّاره أنه كان حريصاً خلال غيابه على متابعة اوضاع لبنان بكل تفاصيلها السياسية والامنية والاقتصادية. ما دفع بعض الزوار الى الاعتقاد انه لا يريد ان يحرق نفسه في هذا الجو غير المساعد ويُفضّل ان تتاح ظروف افضل تُمكّنه من العمل بإنتاجية.
لكن الحريري، يضيف بعض زواره، لاحَظ «إيجابيات تمر بها المنطقة لجهة الحوارات والمفاوضات القائمة بين ايران والسعودية، وبين ايران والولايات المتحدة الاميركية». معتبراً انها «ستريح المنطقة اذا أسفرت عن نتائج ايجابية كما ستفيد لبنان في المحصّلة الطبيعية، حتى لو استغرقت وقتاً حتى تتبلور نتائجها، لكنه يعتقد انّ الوقت ليس لمصلحة لبنان لذلك يجب استغلال الفرص المتاحة لمعالجة ما يمكن من مشكلات».
وقد لمسَ الجميع لدى الحريري تأكيداً وحرصاً على ضرورة إيجاد طريقة او فرصة لخرق الجمود في الشغور الرئاسي ووجوب انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت حتى يستقيم عمل المؤسسات الدستورية ويَنتظِم. وهو قال ما مفاده «لا يمكن للبنان ان يستمر في هذه الفوضى الداخلية، خصوصاً في ظل الظروف الاقليمية الصعبة القائمة، لذلك يجب معالجة ما يمكن من مشكلات قائمة».
وأشار الحريري، في دردشة له مع صحافيين امس، إلى أنّ «الناس قالت كلمتها أمس في 14 شباط»، مؤكدًا «أنني لا أرى انه حان وقت عودتي للعمل السياسي». ولفت إلى أنّ «لبنان يعاني أزمات عدّة، والامور لا تنتظم الّا بعودة المؤسسات وأوّلها انتخاب رئيس للجمهورية»، موضحًا أنّ «الفراغ في البلد مُميت للدولة من دون حلول والكتل النيابية مسؤولة عمّا يحصل».
وذكر الحريري أنّ «رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية صديقي تمامًا كما الوزير السابق جهاد أزعور». وقال: «هناك أحزاب لديها تواصل مع إيران، ولكن هذا لا يعني ان ليس لدى «حزب الله» أيّ هامش في العمل في الداخل اللبناني»، مضيفًا «صحيح أنني علّقتُ العمل السياسي، ولكن مش يعني الواحد ما يعطي رأيو». وأوضح أنّ «تجربة تسوية عام 2016 فاشلة لكنّ ذلك لا يعني انّ كل التجارب فاشلة»، مضيفًا: «لم أكن «راكضاً» لكي أكون رئيس حكومة لكنّي اضطررتُ لذلك، وأتمنى أن يأتي شخص غيري بخبرة أكبر». وقال: «اذا لمستُ أن سنّة لبنان يميلون نحو التطرف، ساعِتها أنا بتدَخّل». واعتبر أنّ «كل ما يُكتب عن علاقتي مع السعودية لا صحة له، فأنا علّقتُ العمل السياسي بقرار مني وليس بقرار من أي أحد آخر، ونقطة على السطر».
وزار الحريري مساء أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، وخلال اللقاء «جرى عرض للاوضاع العامة وآخر المستجدات»، بحسب معلومات رسمية.