على الجبهة الجنوبية لم يوقِف العدو الاسرائيلي اعتداءاته العنيفة على لبنان، واستهدف يوم السبت عمق المناطق اللبنانية خارج الجنوب بغارة على بلدة جدرا في اقليم الخروب القريبة من صيدا متجاوزاً كل الخطوط الحمر وقواعد الاشتباك، ما ادى الى سقوط شهيدين. كذلك استهدف بلدتي الناقورة وحولا ما ادى الى سقود ثلاثة شهداء احدهم في الناقورة واثنان في حولا، وهما العسكري في قوى الأمن الداخلي علي محمد نمر مهدي، وموظف البلدية حسين موسى ابراهيم بالإضافة إلى جرح 7 آخرين.
وحول الغارة على بلدة جدرا، فقد استهدفت مسيرة “اسرائيلية” سيارة في البلدة ادّعى العدو انه كان فيها احد مسؤولي حركة «حماس»، ما أدى الى سقوط الاصابات التي تضاربت المعلومات حول عددهم بين اثنين وثلاثة واربعة. لكن رئيس بلدية جدرا الأب جوزف القزي قال لقناة «الميادين»: «ان أحد شهداء القصف لبناني وشهيد آخر سوري يدعى م. ع». واكد «أن الاعتداء الذي طاولَ بلدة جدرا هو اعتداء على كل لبنان، و”اسرائيل” هي عدو يستهدف كل لبنان». أما الجرحى فهم «ع. ن» وهو عسكري مصاب بإصابة طفيفة تمّ نقله إلى مستشفى سبلين، و ع.غ نقل من مستشفى سبلين الى الرسول الاعظم، بالإضافة إلى س.ع سائق السيارة المستهدفة، وهو فلسطيني.
ونقلت وكالة «رويتر» عن أربعة مصادر امنية قولها ان «شخصية فلسطينية قريبة من «حماس» نجَت من غارة إسرائيلية على سيارة في منطقة جدرا، على بعد نحو 60 كيلومترا داخل الأراضي اللبنانية، الا انها اسفرت عن مقتل 3 آخرين». وقال «مصدر إسرائيلي» لقناة «سكاي نيوز عربية»: ان باسل صالح الذي نجا من الاغتيال في جدرا مسؤول عن التجنيد لمصلحة حركة «حماس».
لكن «المقاومة الاسلامية» نعت «الشهيد المجاهد خليل محمد علي فارس «حمزة» مواليد عام 1969 من بلدة عيترون في جنوب لبنان وسكان بلدة جدرا في جبل لبنان، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس». اما الشهيد السوري فقد صادف مروره على دراجة نارية قرب السيارة اثناء الغارة.
ووصفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية القصف الذي طالَ بلدة جدرا بـ»عملية القتل والتصفية غير العادية».
واستمرت المواجهات طوال نهار امس، فشَنّ الطيران الحربي الاسرائيلي فجراً غارة على وادي «الدلافة» في بلدة حولا. وسجل صباحاً قصفٌ مدفعي استهدف منطقة «البرج» في أطراف بلدة كفرشوبا، بينما قصفت دبابة ميركافا محيط الحارة الشمالية لبلدة كفركلا.
وظهراً، وصلَ تحليق الطيران الحربيّ “الاسرائيلي” على علو مرتفع الى اجواء مناطق البترون وكسروان وإقليم التفاح وطرابلس وبعلبك والهرمل، في خرقٍ مُتمادٍ للسيادة اللبنانية. ونفّذ منذ العاشرة والنصف صباحاً غارات وهمية في اجواء منطقتي النبطية واقليم التفاح على علو متوسط.
وقرابة الثانية بعد الظهر أغار على منطقة بين بنت جبيل ويارون في القطاع الأوسط، ثم اغار على بلدة شيحين حيث افادت المعلومات عن سقوط شهيدين، وعلى جبل بلاط واطراف بيت ليف ويارون. فيما استهدف قصفٌ مدفعي اطراف الناقورة وعلما الشعب وشيحين والجبين وطير حرفا وكفرحمام.
ونفذت المقاومة عددا من العمليات، جاء كالآتي: تجهيزات تجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، وإطلاق صواريخ في اتجاه موقع الرمثا في مزارع شبعا المحتلة و»المنارة» و»يفتاح›» في الجليل الأعلى. وأعلنت قناة 12 العبرية مساء عن إطلاق صاروخين مضادين للدروع من لبنان في اتجاه مستوطنة «المنارة» في إصبع الجليل.
كذلك استهدفت المقاومة تجمعاً للجنود “الإسرائيليين” في مثلث الطيحات والتجهيزات التجسسية في موقع العباد وموقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا وتجمعاً للجنود في جبل نذر.
وبثت الإذاعة الإسرائيلية امس انه «ليس هناك مفر لإسرائيل من الحرب مع «حزب الله». وقالت: «لن يكون أمام الجيش “الإسرائيلي” مخرج من الحرب مع «حزب الله»، وأن الحرب هي السبيل الوحيد لإعادة مستوطني الشمال إلى منازلهم». واضافت: «انّ الحرب بين «حزب الله» والجيش “الإسرائيلي” مجرد مسألة وقت».