أظهر تصاعد حدة المواجهات العسكرية في الجنوب بين المقاومة وقوات الجيش “الاسرائيلي” خلال اليومين المنصرمين، انّ «صفقة» الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين مع “اسرائيل” لتبريد الجبهة الجنوبية سقطت قبل ان تولد، وإلّا لكان زار بيروت ناقلاً حلولاً مقبولة، وسقطت معها «الصفقات» التي حملها وزيرا خارجية بريطانيا وفرنسا لأنها تدور حول محور واحد وتحقيق هدف واحد هو ضمان امن اسرائيل.
وفي هذه الاثناء، وبعد فشل الجهود السياسية وسياسة المكوك الديبلوماسي التي اتبعتها الادارة الاميركية أولاً، ومن ثم الدول الاساسية في الاتحاد الاوروبي فرنسا وبريطانيا والمانيا وبلجيكا واسبانيا وغيرها، عدا عمّا قام به مفوض السياسة الخارجية والامن للإتحاد جوزيه بوريل، تترقّب الاوساط المتابعة تصعيداً عسكرياً “اسرائيلياً” أوسع في الجنوب خلال المرحلة المقبلة، خصوصا بعد تعثّر المفاوضات لتبادل الاسرى بين اسرائيل وحركة «حماس»، ولتحقيق هدف واحد يكمن في ما وصفه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير حربه يؤآف غالانت وهو «الإنتصار الكامل» في غزة، واستمرار القتال في جبهة الشمال الفلسطيني والجنوب اللبناني حتى لو توقفت الحرب في غزة، وقد حشد الجيش الاسرائيلي لهذا الامر اكثر من ثلاثة ألوية مقاتلة على جبهة الجنوب.
وقالت المصادر المتابعة انّ اسباب سقوط الاقتراحات الاميركية والاوروبية اصبحت معروفة، بعدما نشرها اكثر من مصدر رسمي لبناني و”اسرائيلي” واكثر من مصدر اعلامي غربي و”اسرائيلي”، ومختصرها انها في جوهرها وشكلها تراعي امن “اسرائيل” ومصالحها على حساب مصالح لبنان وأمنه. واشارت المصادر الى انه لا يبدو انّ ثمة جواباً جاهزاً بعد عند جميع الاطراف حول طبيعة المرحلة المقبلة.
وقد تجاوزت “اسرائيل” بعد ظهر امس قواعد الاشتباك مرة جديدة، وشَنّت طائراتها المسيرة غارة على النبطية عند تمثال حسن كامل الصبّاح عند المدخل الشرقي للمدينة، مُستهدفة سيارة رباعية الدفع من نوع هيونداي، وافادت المعلومات انها أدت الى اصابة شخصين ولم يتأكد استشهادهما بحسب معلومات خاصة لـ”الجمهورية” من مصادر جنوبية مستقلة.