التطورات التصعيدية تتسارَع على امتداد الخط الحدودي، في وقت تتسارَع المساعي على خطوط دولية مختلفة لبلوغ هدنة طويلة الأمد في الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، تواكب صفقة لتبادل الاسرى بين حركة «حماس» “واسرائيل”.
واذا كانت هذه المساعي، على ما يكشف الاعلام الغربي و”الاسرائيلي”، تُشرف على الاكتمال خصوصاً انها اصبحت في مراحلها الاخيرة، فإنّ قراءات بعض المحللين حذّرت من أن تستغلّ “اسرائيل” هذه الهدنة، للتركيز على جبهة الشمال مع لبنان. إلّا أنّ مسؤولاً كبيراً أبلغَ الى «الجمهورية» قوله: «إن الحذر مطلوب دائماً من أي عمل عدواني واسع يمكن أن تقوم به “إسرائيل” في اي وقت ضد لبنان، ولكن في الوقت نفسه، رغم كل العدوانية التي تمارسها اسرائيل في الجنوب وتوسيع دائرة استهدافاتها للمدنيين وللمناطق اللبنانية البعيدة عن الحدود فإنه لا ينبغي الاستسلام للقلق، أولاً لأنّ واشنطن تمنع هذه الحرب، وسيأتي آموس هوكشتاين مجددا في وقت لاحق. وثانيا، وهنا الاساس، وهو انّ “اسرائيل”، وبرغم تهديداتها المتتالية، لا تستطيع ان تنتقل من حرب الى حرب، ولو كانت قادرة على ذلك لكانت أشعلت جبهة لبنان بالتوازي مع حربها المدمرة على غزة».
اضاف: «لا أنفي أنّ احتمال الحرب “الاسرائيلية” على لبنان قائم، ولكن، بعد ما يُقارب اربعة أشهر من الحرب في غزة، الجيش “الاسرائيلي” وباعتراف الاعلام “الاسرائيلي”، مُنهَك، فكيف لجيش منهَك أن يشن حرباً على لبنان، تحذّر غالبية المستويات الاسياسية والعسكرية في “اسرائيل” منها ومن اكلافها الكبيرة جدا على “اسرائيل”. ولقد قرأت مؤخراً في الصحافة الاميركية – اعتقد في الواشنطن بوست – انّ تقريرا سرّيا أعدّه البنتاغون خَلصَ فيه الى انّ انتصار “اسرائيل” في حرب على «حزب الله» في لبنان أمر صعب. ومن هنا نلاحظ انّ المستويات السياسية والأمنية في اسرائيل تلوّح بالحرب وبضرب لبنان، ولكنها في الوقت نفسه تقول انها تعطي الفرصة للحل الديبلوماسي».
وبالنسبة الى ما يتعلق بالهدنة الطويلة الأمد، اعتبرها المسؤول عَينه «بمثابة إعلان غير مباشر عن فشل حكومة بنيامين نتنياهو في تحقيق اهداف الحرب على قطاع غزة، بضرب حركة «حماس» وسحقها، واستعادة الاسرى بالقوة العسكرية. وهذه الهدنة، إنْ حصلت، فقد تتطوّر لتصبح هدنة دائمة، والأهم هو ما سيَليها مباشرة من صراعٍ سياسي مؤكد داخل “اسرائيل” يهدّد بتطيير حكومة نتنياهو. ولكن بمعزل عن الصراع السياسي المتوقّع داخل “اسرائيل”، فإنّ الفلسطينيين مهدّدون بخطر وجودي، لا بل اكثر من وجودي في موازاة العدوانية الاسرائيلية التي لا تتغيّر بتَغيّر الجهة الحاكمة في “اسرائيل”. وبالتالي، لا مفر من حتمية أن تتوحّد كل الفصائل الفلسطينية في مواجهة هذا الخطر».