تواصلت الاعتداءات الاسرائيلية بالقصف الجوي والمدفعي على مختلف البلدات الجنوبية، حيث شَن العدو غارات جوية مكثفة على يارون واطرافها، فيما استهدف بالمدفعية الثقيلة غابة الصنوبر بين الفرديس وراشيا الفخار وخراج الهبارية، اللبونة واطراف كفركلا. وفي المقابل واصل “حزب الله” عملياته ضد المواقع العسكرية “الاسرائيلية” وأعلن عن استهداف موقع السماقة وموقع بياض بليدا.
الى ذلك، قال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لرئيس الوزراء الايطالي تاياني، الذي استقبله في السرايا الحكومية امس، انّ لبنان يؤيد الحل السلمي في المنطقة، ومع تنفيذ القرارات الدولية بحرفيتها خاصة القرار 1701. وتزامنَ ذلك مع كلمة لبنان امام مجلس الامن الدولي التي ألقاها وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب في الاجتماع الذي عقده المجلس على المستوى الوزاري حول الوضع في الشرق الاوسط، حيث اكد “سعي لبنان لمنع وقوع الحرب التي تريدها اسرائيل”، وقال: انّ قرارنا، وانّ رؤيتنا من اجل تحقيق الامن والاستقرار المُستدام في جنوب لبنان يقومان على التطبيق الشامل والكامل للقرار ١٧٠١، ووقف الخروقات “الاسرائيلية”، ودعم الامم المتحدة والدول الصديقة الحكومة اللبنانية في بسط سلطتها على كامل الاراضي اللبنانية، وتسهيل العودة الآمنة والكريمة للنازحين من المناطق الحدودية التي نزحوا منها بعد ٧ تشرين الاول ٢٠٢٣”.
وفي موازاة ذلك، توالت التهديدات “الاسرائيلية”، وآخرها على لسان وزير الخارجية “الاسرائيلية يسرائيل” كاتس الذي قال في تصريح: “اذا لم يتراجع “حزب الله” فسيدفع لبنان الثمن ولن نتردد في العمل ضد ايران ووكلائها”. ونقلت القناة 12 “الاسرائيلية” عن زعيم المعارضة “الإسرائيلية” يائير لابيد قوله: “كيف وصلنا إلى وضع يتمّ فيه إجلاء مئات الآلاف من “الإسرائيليين” من منازلهم ولا أحد لديه إجابة متى سيعودون؟”.
واعتبرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركيّة انّ “الإشتباكات القائمة على الحدود شمال “اسرائيل” أدّت إلى تحويل مئة وعشرين ألفاً من سكان هذه المنطقة إلى نازحين، وتحوُّلِ المدن الشمالية إلى مدن أشباح”.
ونقلت الصحيفة عن ضباط “اسرائيليين” في المناطق الحدودية قولهم: “نحن عادةً قوة هجومية تأخذ زمام المبادرة، غير أنّ الدفاع لأكثر من مئة يوم عملية صعبة للغاية”.
ووفق الصحيفة فإنّ “حزب الله” يمتلك ترسانة من الصواريخ يصل عددها إلى 150 ألف صاروخ يمكنها الوصول إلى أي مدينة في “إسرائيل”، بما في ذلك ميناء إيلات. وإذا أطلقَ ما لديه من صواريخ، فإنه سيوقِع الكثير من الخسائر رغم قوة الانظمة الدفاعية للجيش “الاسرائيلي”.
وفي سياق متصل، ذكر موقع “واللا” “الاسرائيلي” انه بعد الضربات من لبنان التي أصابت بنية تحتية في القاعدة الجوية في جبل ميرون شمال “إسرائيل”، تطرّق ضباط في الجيش “الإسرائيلي” الى حالة التأهب المتزايدة في هذا الجيش أمام ضربات “حزب الله” للبنية العسكرية لسلاح الجو “الإسرائيلي” في المنطقة. وقال احد الضباط: “لا يمكننا نقل الجبل، ومن جانب آخر لا يمكننا زيادة دفاعات في المنطقة لحماية النشاطات العسكرية. توجَد قيود”.
وكشف الضباط أنّ سلاح الجو “الإسرائيلي” قام بتحسينات على الدفاع على الجبل، والتي أثبت بأنها فعالة. وقالوا: ” حقيقة أنه لم يتم التسبّب بأضرار كبيرة ولم يصب أي جندي أمس (الاول)، هي نتيجة فعل للتفكير الصحيح والاستعداد المتجدد أمام تهديد الصواريخ المضادة للدبابات باستعداد مباشر”.
واشار الموقع الى أنّ سلاح الجو “الإسرائيلي” ضاعفَ الجهود لتحديد مواقع خلايا “حزب الله” جنوب لبنان في منطقة محددة يتم إطلاق الصواريخ منها”، الا انه نقل عن الضباط قولهم حول استهداف “حزب الله” لقاعدة “ميرون” الجوية امس الاول: “لا يمكن الاستخفاف بهذا الهجوم، لذلك افترض أنه أقر جباية الثمن من الجانب الآخر. ضرب هدف في الجانب الآخر وإن واصلوا إطلاق النار سيواصلون تكبّد تلقّي الضربات ببنية تحتية حيوية”