أعلن المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت (AUBMC)، “إنجاز أول إجراء طبي لإعادة بناء الصمام ثلاثي الشُرَف عبر القسطرة (TriClip) في لبنان ودول المشرق العربي، في خطوة تشكل إنجازا بارزا ومهما لبرنامج أمراض القلب الهيكلية”.
ولفت في بيان، الى ان “هذا الإجراء الطبي يعتبر تقدما رائدا في مجال الإجراءات التداخلية لأمراض القلب الهيكلية وخيارا علاجيا منخفض الخطورة عبر تقنيات طفيفة التوغل، وعلاج غير جراحي للمرضى الذين يعانون من أعراض قلس الصمام ثلاثي الشُرَف (TR) الحادة، والمعرضين لخطر كبير في حال خضوعهم لعملية جراحية، والذين لم يحققوا تحسنا بعد تلقي العلاج الطبي وحده”، مشيرا الى ان “الفريق المتخصص في المركز بقيادة مدير برنامج أمراض القلب الهيكلية الدكتور فادي صوايا ومدير مختبر القلب غير الجراحي الدكتور وليد غرزالدين، نجح في تنفيذ هذا الإجراء الطبي المتطور والأول من نوعه على مستوى المنطقة”.
وأعرب صوايا عن “سعادته بهذا الإنجاز الطبي الجديد”، وقال:”يعد هذا الإجراء الطبي رسالة أمل للمرضى الذين يعانون من مرض قلس الصمام ثلاثي الشُرَف الحاد، والذين لا يمكنهم الخضوع للتدخل الجراحي نظرا لخطورته على حياتهم. ويحقق هذا الإجراء نتائج تفوق نتائج العلاج الطبي وحده، والأهم من ذلك، تأثيره الإيجابي الكبير على نوعية حياة المرضى. ونحن فخورون جدا بهذا النجاح الجديد للمركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على مستوى تحقيق الريادة في مجال رعاية المرضى”.
أضاف:”يمثل هذا الإنجاز قفزة نوعية في مجال الإجراءات التداخلية لأمراض القلب الهيكلية، ويُشكل هذا الإجراء الطبي الرائد، دلالة واضحة على القدرات الاستثنائية وتفاني أطباء المركز الطبي والمتخصصين في الرعاية الصحية، كما يعزز مكانة المركز الرائدة في مجال الإجراءات التداخلية لأمراض القلب الهيكلية، ويساهم في الإرتقاء بموقع المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على خريطة التقدم الطبي في المنطقة”.
واشار البيان الى ان “سيدة تبلغ من العمر 60 عاما، تعاني من مرض الصمام التاجي وعدد من الأمراض الأخرى، خضعت لأول إجراء لإعادة بناء الصمام ثلاثي الشُرَف عبر القسطرة في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت. وكانت هذه السيدة تعاني من حالات دخول متكررة إلى المستشفى بسبب ضيق التنفس عند القيام بأي حد أدنى من المجهود، إلى جانب التورم المستمر في الارجل. بعد التشخيص الأخير لإصابتها بمرض قلس الصمام ثلاثي الشُرَف الحاد (TR)، تم إعطاء المريضة نظاما دوائيا، من دون تسجيل تحسن كبير على مستوى الأعراض. وبعد تقييم دقيق، تقرر تنفيذ هذا الإجراء الطبي لها والذي سيساهم في تعزيز نوعية حياتها بشكل كبير. وبالتالي، شرع الفريق المختص في المركز الطبي الى تحضير المريضة للخضوع لهذا الإجراء ذات التكنولوجيا المتطورة. وتأتي هذه الخطوة كرسالة أمل وفرصة جديدة للمرضى الذين يعانون من أمراض القلب المماثلة”.
وتابع:”يعتبر قلس الصمام ثلاثي الشُرَف TR الحاد، سواء مع أعراض أو من دونها، بمثابة إنذار بضعف إحتمالية البقاء على قيد الحياة إذا لم يتلق المريض العلاج المناسب. ويتميز العلاج الطبي، الذي يتكون في الغالب من الأدوية المدرة للبول، بفعالية محدودة. ويشكل إجراء إعادة بناء الصمام ثلاثي الشُرَف عبر القسطرة، البديل الجديد للعلاج الطبي والجراحة للتعامل مع المرضى الذين يعانون من أعراض قلس الصمام ثلاثي الشُرَف الحادة. ويتم وصل الجهاز إلى القلب من خلال الوريد الفخذي في الساق ويعمل عن طريق شبك جزء من منشورات الصمام ثلاثي الشُرَف لخفض تدفق الدم. ويَعِد هذا النهج المبتكر بتحسين النتائج وتعزيز نوعية الحياة للمرضى الذين واجهوا سابقا خيارات محدودة لمعالجة حالتهم. ومن خلال تقديم حل علاجي غير جراحي، يواصل المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت بتقديم رعاية شاملة للأفراد الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية، الأمر الذي يساهم في تعزيز مكانته كمركز رائد في مجال الإجراءات التداخلية لأمراض القلب المتقدمة في المنطقة”.
وختم:”مع نجاح هذا الإجراء الأول من نوعه، يحافظ المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على موقعه الرائد في مجالات الرعاية الصحية الرائدة، في ظل جهوده المتواصلة والتزامه الراسخ بتوفير البيئة المناسبة لتحفيز التعاون والإبتكار والتطور المستمر، بما يضمن للمرضى الحصول على أعلى مستوى من الرعاية والوصول إلى أحدث الخيارات العلاجية”.