إذا كان «حزب الله» قد توعّد بالردّ على اغتيال القيادي في حركة «حماس» صالح العاروري، من دون أن يحدّد زمان ومكان الردّ، فإنّ مرجعاً سياسياً مسؤولاً تخوّف مما سمّاه «تدحرج كرة النار في كل الاتجاهات»، وقال لـ«الجمهورية» إنّ «هذا الإغتيال هو بمثابة اعلان حرب، وبدا جلياً أنّ حكومة المتطرفين في “اسرائيل” تغطي على فشلها في تحقيق اهدافها في حرب الإبادة التي تشنّها على قطاع غزة، بمحاولة إشعال كلّ المنطقة، حيث انّها قبل ايام سعت الى جّر ايران الى حرب، باغتيال المسؤول البارز في الحرس الثوري رضي موسوي، وبالأمس تسعى الى جرّ «حزب الله» الى حرب واسعة باغتيالها العاروري في الضاحية الجنوبية».
كلام المرجع المسؤول يتقاطع مع تقديرات المحلّلين السياسيين والخبراء العسكريين، التي التقت على التأكيد على أنّ “اسرائيل” تفتعل شرارات حرب كبرى لا تريد فقط أن تورّط «حزب الله» وايران فيها، بل أن تورّط كلّ العالم فيها، حتى اقرب حلفائها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الاميركية، الذين غطّوا “اسرائيل” في حربها على غزة و«حماس»، وفي حصر هذه الحرب في القطاع وعدم توسعها الى ساحات اخرى تشعل حرباً شاملة عواقبها كارثية على المنطقة وتهدّد مصالح الدول الكبرى. ومن هنا تأتي الاندفاعة الخارجية المتجددة لاحتواء التصعيد، والتحذيرات الاوروبية الصريحة من الوقوع في الفخ الاسرائيلي. ويندرج في هذا السياق الدخول الفرنسي المباشر على خط التواصل مع لبنان، تحت عنوان ضبط النفس، وايضاً مع تل ابيب والتحذير من الانزلاق الى حرب ضدّ لبنان.
وكان عضو مجلس الحرب “الاسرائيلي” بيني غانتس قد اعلن انّه ناقش مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون المراحل المستقبلية للحرب في غزة وضرورة بذل جهد دبلوماسي دولي في لبنان. وفي وقت سابق دعا الرئيس الفرنسي إسرائيل إلى «تجنّب أيّ سلوك تصعيدي وبخاصة في لبنان»، مشيراً الى أنّ «فرنسا ستستمرّ في إيصال هذه الرسائل إلى كلّ الجهات الفاعلة المعنيّة بشكل مباشر أو غير مباشر في المنطقة».