أكد رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب أنه “مع بداية العام 2024 لم أعد أريد التحدث بأمور خارج قناعاتي، وحال البلد لم تعد تحتمل الكثير من المراعاة، وأنا لست بإنتحاري ولا أذهب بجمهوري نحو الإنتحار، ومن يحرّض “حزب الله” على توسيع الحرب ليس بمحب للحزب”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر”، مع الإعلامي رشاد الزغبي، قال وهاب: “صحيح أن “حزب الله” لديه إمكانيات الرد في حال تمّ توجيه ضربة موجعة للبنان، ولكننا سنُدَمّر بشكل أكبر، وهذا التحريض تمت ممارسته سابقًا على الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وأدّى به يومها إلى هزيمة العام 1967 – والحمد لله – أن قيادات المقاومة لا تأخذ قراراتها نتيجة التحريض”.
ورأى أن “إسرائيل” اليوم مدعومة من الأميركي والأوروبي، وأي توسيع للمعركة هو إنتحار، وغزة تقوم بالواجب، ومعادلة غزة أقوى مما توقعنا، و”إسرائيل” أضعف مما توقعنا، معادلة رائعة”.
وأضاف، “أنا لا أقلل من شأن الجبهة اللبنانية، خصوصًا بوجود 130 شهيدًا، دمهم أمانة برقبتنا، ولكني ضد توسيع الحرب على الرغم من الإستفزازات الإسرائيلية، وعقلانية السيد حسن نصرالله هي مَن يقف بوجه ذلك حتى الآن، فنحن دولة لا تملك أية مقومات للصمود”.
ورفض إتهام العمائم الدرزية بالصهيونية، مشيراً إلى أن “دروز فلسطين يعيشون تحت أمر واقع، وأنا أرفض المذهبية بالتعاطي، وأقول لمن يتهمهم “ينقبروا يتأدبوا”، فالدروز عروبيون متمسكون بعروبتهم، والعرب الآخرون المتواجدون في الجيش الإسرائيلي هم بالآلاف، ولا أحد يتناولهم، وعيب مشاركة بعض السفهاء بهذه الحملة، من غير المقبول قيام مجموعة من التافهين بتكفير كل شخص يحاول التعبير عن رأيه”.
وإذ لفت إلى أن “العام 2024 سيكون، بحسب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عام حرب مستمرة على مدار العام، وهذا يبشر بالخير، لأنه يبشر بقدرة غزة على الصمود، رأى وهاب أن الجيش الإسرائيلي هو مَن ليس قادرأ على المواجهة لمدة عام”.
وكشف أن “هناك جهات عربية أبلغت الأميركيين والَإسرائيليين أنها مستعدة لدعم الحرب على لبنان لإنهاء “حزب الله”، ولكن نجاح هذا المشروع واجه أمرين، أولهما قوة “حزب الله”، والثاني القرار الإيراني بالذهاب إلى أبعد الحدود في حماية الحزب، لأن ضربه يعني إنهاء الوجود الإيراني في كل المنطقة، إضافة إلى الضوء الأميركي الأخضر المفقود حتى الآن”.
واعتبر وهاب أن “أكثر إثنين سيقطفان ثمن الحرب، هما إيران والولايات المتحدة الأميركية، أما العرب فيعيشون حالة من الضياع، وعلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بصفته الأقوى، أن يضع خطة سياسية لمواجهة المشاريع الإقليمية في المنطقة”.
وشدد على أن “قطع رأس “حزب الله” هو وَهْم كبير، فهو أكبر حزب موجود على مستوى العالم، وفي حال دخلت “إسرائيل” بالإجتياح البري إلى لبنان ستُدمر، وإن كانت تريد طمأنة سكان الشمال، نحن أيضًا نريد طمأنة سكان الجنوب، فقرانا تُضرب، و”حزب الله” لن يعطي الإسرائيلي بالسلم ما لم يتمكن من أخذه بالحرب”.
ودعا وهاب إلى “إنجاز الحد الأدنى في الملف اللبناني، كي ننتخب رئيس وننجز بعض الملفات، حتى نتمكن من تمرير هذه الفترة الحرجة، فليتفقوا مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لإيصال الوزير سليمان فرنجية إلى الرئاسة، وإلاّ فليصارحوا فرنجية بعدم قدرتهم على إيصاله، فالوضع الداخلي لم يعد يُحتمل”.
وختم وهاب بالإشارة إلى أن “المتقدم رئاسيًا اليوم هو قائد الجيش العماد جوزاف عون، واللجنة الخماسية هي الحاكمة في البلد، وإن إستمر باسيل بنظرية، إما صفر أو مئة، فسيحصل طبعًا على الصفر، وأنا أنصحه أن يبادر بتسوية في منتصف الطريق حتى لا نصل إلى الإنهيار”.