لا تزال وعود وزير الصحة فراس الابيض بالنسبة الى تأمين مستدام لأدوية مرضى السرطان «حبرا على ورق»، وهو ما وصفته مصادر صحية بانه بيع «للأوهام» حيث يواصل الحديث عن انفراجات مرتقبة لم تجد اي ترجمة في الواقع الصحي للمرضى الذي سيعتصمون اليوم امام السراي الحكومي تحت عنوان «مواجهة الموت او الحكومة». وقد دعت جمعية بربارة نصار الى اعتصام اليوم في الساعة الثالثة في ساحة رياض الصلح للمطالبة بحق مرضى السرطان في نيل علاجهم بكرامة، بعدما تقطعت بهم السبل في الحصول على علاجاتهم المدعومة في اوقاتها، حيث تتذرع وزارة الصحة دوما بوجود خلل في التواصل مع مصرف لبنان، وعدم توافر الاموال، وتتعامل مع الملف ببطء شديد يثير الكثير من علامات الاستفهام حول وجود وعي جدي من قبل المسؤولين حيال مخاطر التعامل مع هذا الملف بخفة. والتحرك اليوم سيكون بداية تحرك سيتفاعل على نحو اوسع في حال عدم تحمل المسؤولين لواجباتهم الاخلاقية والوطنية.
وامام شح الموارد المالية وتقلص فرص الاقتراض، يبقى الخوف قائما من وقف الدعم على نحو دائم، ووفقا لنقيب الصيادلة جو سلوم، «اذا تم رفع الدعم او لم يرفع، فالدواء المتوافر في السوق اصلا غير مدعوم، كما ان الدواء المدعوم يباع بسعر غير مدعوم وبالتالي يبحث المرضى عن الدواء المدعوم فلا يجدونه، وهذا يعني عمليا رفع الدعم عن تلك الادوية بشكل او بآخر، وهم يضطرون الى شراء غير المدعوم بآلاف الدولارات». واضاف «نحن في حالة سيئة جدا، والقسم الاكبر من مرضى السرطان يقرر وقف علاجه او الانتقال الى علاج آخر، واصفا ما يجري بانه مجزرة ترتكب بمرضى السرطان والامراض المستعصية».