كادت الاحداث جنوبا تتدحرج نحو تصعيد خطر، بعد ان لامست قوات الاحتلال الاسرائيلي الخطوط الحمراء بالامس، وكادت تتسبب باندلاع شرارة تصعيد غير محدودة في الزمان والمكان، اثر استهداف مراسم تشييع احد شهداء حزب الله في بلدة عيتا الشعب. فالرسالة النارية عبر المسيّرة التي تقصّدت اطلاق صاروخ موجه على بعد 40 مترا فقط عن المشيعين، لم تكن الا «مغامرة اسرائيلية» غير محسوبة. علما ان حكومة الحرب تعرف جيدا ان ارتكاب مجزرة في المشيعين لم تكن لتمر دون رد عنيف وحاسم. وقد ابلغت قيادة المقاومة من يعنيهم الامر، بان اي حسابات خاطئة من قبل العدو، واي حماقة سيدفع ثمنها غاليا، وسيكون الرد قاسيا ودون اي تردد.
ولم تتأخر الرسالة ميدانيا عبر ضربة صاروخية استهدفت مساء امس مستعمرة كريات شمونة، ردا على استهداف موكب التشييع، كما اعلن حزب الله الذي اكد ان اي مس بالمدنيين سيقابل بالمثل. وقد شهد يوم امس ايضا عملية نوعية من خلال استهداف القبة الحديدية في مستوطنة كابري التي تبعد 8 كلم عن الحدود بالقذائف المدفعية، وهذا ما دفع قيادة قوات «اليونيفيل» الى رفع مستوى الجهوزية، واجرت خلال الساعات القليلة الماضية اتصالات حثيثة شملت قوى دولية واقليمية، خوفا من انزلاق الامور نحو الاسوأ.
هذا التصعيد الميداني «الاسرائيلي» تزامن مع تهديدات جديدة لوزير الحرب يوآف غالانت، نقلت جزءا منها الى بيروت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، التي حملت معها قلقا من نيات «الاسرائيليين»، واقتراحات منها العودة الآن الى قواعد الاشتباك قبل السابع من تشرين الاول الماضي، اي الالتزام العملي بال 1701 دون تطبيقه حرفيا، ثم يتم البحث لاحقا بعد انتهاء الحرب في غزة في تطبيقاته العملية، لكنها تلقت الجواب نفسه على نحو غير مباشر من حزب الله، «لا حديث عن وقف النار الا بوقف الهجوم البربري على القطاع».
**